IMLebanon

المارونيّة كنيسة تأسست على راهب بعض كلمات في عيد مار مارون

 

نسك مارون في العراء

 

اقام مارون على قمة جبل في العراء في البرد والحر لا خيمة فوقه الا السماء. في الثلج والشتاء والعواصف والرياح راكعاً رافعاً يديه الى العلاء. هناك في اواخر القرن الرابع نحو سنة 370 وفي مدينة قورش الجبلية نسك مارون عائشاً التقشف والصوم والصلاة حتى توفي سنة 410. القديس مارون هو ابن الكنيسة جمعاء لانه عاش قبل ان تنقسم الكنيسة الى طوائف وشيع واحزاب. لذلك تعيد له الكنيسة الارثوذكسية في 14 شباط.

 

مارون لم يزر لبنان

 

القديس مارون لم يزر لبنان بل زاره احد تلاميذه ابراهيم القورشي وخاصة في منطقة افقا ونهر ابراهيم، غير ان كنائس تأسست على بطرك او رسول او مدينة اما المارونية فكانت كما يقول قدس الاباتي بولس نعمان (مار مارون، صلاة المساء والصبح والزياح الكسليك 1979 لبنان/ص59-60، «تراث روحي يشد الموارنة الى الانجيل الاله المتجسد بالقديس مارون مثالهم في عيش الانجيل ببساطة واخلاص، وتفان وبطولة…».

 

حق الانسان بالحرية والعيش الكريم

 

اما الدكتور كمال الصليبي فيقول: هم الشعب الصغير الذي حافظ على هويته التاريخية عن طريق الثبات في الموقف والكفاح المستمر ضد الحبور. وتمكنوا من المحافظة على حق الانسان في الحرية والعيش الكريم (مار مارون، صلاة المساء والصبح والزياح، الكسليك 1979 ص.57).

 

وتبقى مقالة الارثوذكسي الفيلسوف الدكتور شارل مالك شهادة رائعة.

 

لولا المارونية لما وجد لبنان

 

في المارونية ولبنان.. لانه لولا المارونية لما وجد لبنان (المرجع نفسه ص 58).

 

المارونية: وردة بين الاشواك

 

فهم بالحقيقة كما قال عنهم البابا لاون العاشر (1521) «كالورد بين الاشواك» (المرجع نفسه).

 

فالمارونية اذاً جمعت في وحدة ثنائية تجسد الالوهة في الناسوت بتوازن رائع فلم يخسر اللاهوت شيئاً من جوهره ولم يحترق الناسوت في لقائه باللاهوت، علاقة مميزة فريدة ورائعة بين التيولوجيا والانتريولوجيا.

 

جمالية تيولوجية وانتريولوجية

 

فاخصبت جمالية «esthesia» لاهوتية وانسانية فريدة تجمع بين التيولوجيا والانتريولوجيا بين اللاهوت والناسوت برسالة خاصة حملها الموارنة للبنان والعالم فقدروا ان يعيشوا بمحبة واحترام مع الموحدين الدروز والاسلام السنّة والشيعة ومع الشرق والغرب مع السمعاني والحاقلاني والصهيوني وسواهم من عباقرة الموارنة.

 

لنمدح الرجال النجباء

 

لذلك علينا: «ان نمدح الرجال النجباء الذين ولدنا منهم كما يقول يشوع بين سيراخ (44/1- 15) فكانت ايامهم ايام فخر.. لا يمحى مجدهم… واجسادهم دفنت بالسلام.. اسماؤهم تحيا مدى الاجيال…».

 

ويبقى ما كتبه القديس «ثاوذوريتس القورشي» (بين 458 و266) اهم شهادة عن حياة القديس مارون. فلا عجب ان تقوم علاقة مودة بين بطرك عظيم و القديس يوحنا فم الذهب وراهب ناسك في العراء هو القديس مارون وكيف سأل البطرك الراهب مارون «ان يصلي الى الله لاجله»، وقد جاء ذلك في الرسالة 36 التي كتبها يوحنا فم الذهب سنة 404 للقديس مارون.

 

«فالمارونية هي» هذه الروحانية الباقية من نهج الموارنة القدامى وهي هذا التراث الحضاري. (الاباتي نعمان)

 

بين تلة قورش وتلة عنايا ووادي قاديشا

 

الذي اسسه وعلمه الموارنة في المجمع الخلقيدوني 451 رسالة حياة وسلوك للموارنة والعالم فالتقت تلة قورش بتلة عنايا في حياة مار شربل والقديس نعمة الله ورفقا والاخ اسطفان ونساك وادي قاديشا. فتبقى المارونية وجوداً غير منغلق على الذات بل حضوراً منفتحاً على الاخر وعلى العالم.

 

فالمارونية تيولوجياً متجذرة ومتجسدة في شعب وارض فلم تجعل للوطن دنياً مغلوقاً ومحصوراً في ذاتها وشعبها وارضها.

 

يحذر دون انغلاق وانفتاح دون انفلاش

 

ولم نجعل للدين افضلية على دين اخر وانغلاقاً على الانفتاح على الشمولية والعالمية فتواطنت حيث عاشت وانتشرت مع ارضها وشعبها وحضارتها وثقافتها وتراثها وشخصيتها وتجذرت مع شخص بطريركها بكاثوليكيتها وبرومانيتها ومارونيتها ولبنانيتها ومريمتها ووحدة وثالوثية فلا تخف ايها القطيع الصغير لك مارون في السماء نصر ومعه شربل ورفقا ونعمة الله واسطفان وغيرهم لا تخف يا لبنان وعيد مبارك وابقوا ايها الموارنة امناء لتراثكم وهو حب الله وحب مريم وحب لبنان وحب الاخر وحب الريادة والتأسيس.