IMLebanon

الرابطة المارونية “رابطة أم مربوطة”؟

 

يسأل الماروني نفسه: لماذا عدد اعضاء الرابطة المارونية يتجاوز الألف عضو بقليل فقط؟ لماذا ليسوا أكثر عدداً؟ هل المشكلة في «الكسل في التنسيب»؟ أم في انكفاء الموارنة عن الإنتساب؟

 

الرابطة المارونية لا هي حزب ولا هي حركة ولا هي تيار ولا هي جمعية، إذًا ما هي؟ هل هي نادي متقاعدين بلغوا السن القانونية، بموجب قانون الموظفين؟ أم هم ناشطون في حقول معينة؟ اعترف أنني إلى الآن لا أعرف «هوية» الرابطة المارونية، او «شخصيتها»؟ هل هي «لفيفٌ تكتي» إلى جانب البطريركية المارونية ورئاسة الجمهورية، أو داعم لهما؟ ام هي تابعة للبطريركية المارونية، وفي جيب رئاسة الجمهورية؟

 

لا اذكر أنه كان للرابطة المارونية موقفٌ اثَّر في مسار الاحداث، وحوَّل هذه الأحداث من اتجاه إلى اتجاه، لا في اتفاق الطائف كانت لها كلمة، ولا في اتفاق الدوحة، أين موقفها المؤثِّر في قوانين الإنتخابات النيابية؟ اين تحركها المؤثر في ما يتعلق باراضي الكنيسة المارونية في لاسا والضاحية الجنوبية واراضي المسيحيين في الجنوب والبقاع؟ أين مواقفها من طروحات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ولا سيما في موضوع الحياد؟

 

قد يقول قائل إن الرابطة المارونية ليس لها «ميليشيا أو مقاومة»، لتضع شروطها على الطاولة، إذاً اين قوتها؟ هل هي قوة معنوية؟ ماذا تُشبِع المعنويات؟

 

نطرح هذه التساؤلات قبل انتخابات الرابطة المارونية، ما هو الحيِّز من الإهتمام الذي تحظى به هذه الإنتخابات؟ المرشحون لرئاستها ثلاثة: الدكتور خليل كرم، الاستاذ غسان خوري والمحامي بول كنعان.

 

الدكتور خليل كرم «عابر» للشخصيات السياسية والاحزاب، من وزير الخارجية السابق فارس بويز إلى وزير الداخلية السابق، نائب رئيس الحكومة، الياس المر، إلى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، إلى ان استقر على مقعد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ويحظى بـ»بركة» رئيس الرابطة الحالي النائب السابق نعمة الله أبي نصر.

 

المحامي بول كنعان، إبن بيت كتلوي «حتى العظم»، لكن بحكم انه شقيق النائب ابراهيم كنعان، فإنه يمكن اعتباره «دينامو» مكتب النائب كنعان على مستوى المتن الشمالي.

 

«خلطة الكتلة والتيار» سيف ذو حدَّيْن بالنسبة إلى انتخابات الرابطة، لأن العلاقة بين الطرفين في حال صعود وهبوط خصوصاً بعدما آل حزب الكتلة الوطنية إلى «كوسورتيوم» سياسي يقوده بيار عيسى وروبير فاضل، والكتلة، في عهدهما، على خلاف عميق مع التيار، فكيف سيجمع بول كنعان النقيضين؟

 

غسان خوري إبن الكنيسة، يقول عارفوه: «إذا ضيعتو بتلاقيه بكاتدرائية مار جرجس في بيروت، أسس جمعية « الجوع ممنوع» كما هو صاحب شعار «رابطة لبكرا» كتعبيرٍ عن رفضه لأداء الرابطة ورئيس الرابطة.

 

أين سيصب «الصوت الماروني»؟ عند «عابر» الشخصيات والزعامات، ومستقرًا عند جبران باسيل؟ أم عند بول كنعان الذي يحاول مزج الخلطة بين التيار والكتلة الوطنية؟ أم عند «ابن الكنيسة المارونية» الذي يقف على مسافة من كل الاحزاب والتيارات المارونية، لكن المسافة الأقرب أليه هي بكركي.

 

ستجرى انتخابات الرابطة، سيكون هناك رئيس جديد لها، سيجول مع الفائزين على رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة والبطريرك الماروني، ستُتَخذ الصور التذكارية، ولكن ماذا بعد؟ هل تكون الصور للذكرى فقط؟ ام أن الرابطة ستعمل هذه المرة وستُحدِث فرقاً؟ والسؤال الأخير قبل فتح صندوق الأقتراع، مَن سيغذي «صندوق الرابطة»؟ هل من اقتراح؟

 

لننتظر.