Site icon IMLebanon

حسن الرفاعي يسأل عن الموارنة

 

تجاوزَ المئة وما زال «جاهزاً ليُقدّم أفكاراً جديدة». هذا ما قاله على مسامعنا، عندما تحلّقنا حوله قبل أيام، لمناسبة صدور الطبعة الثانية من كتاب «حارس الجمهورية». وهو كتاب يواكب مراحل عاشها حسن الرفاعي الذي «كرّس عمله في السياسة في خدمة الحياة البرلمانية والديموقراطية التي لا يتصوّر لبنان من دونها»، كما جاء في تقديم الكتاب بقلم جوزيف مايلا أستاذ العلاقات الدولية في جامعات باريس.

 

من باب الفضول حول يوميات البرلماني الكبير الشاهد على لبنان منذ أن كان لبنان كبيراً في بداية العقد الثالث من القرن العشرين ولغاية اليوم، سألته: ما رأيك في الحرب الدائرة في غزة؟ فأجاب سريعاً: «لقد أخطأت حماس». وأردف قائلاً: «علينا أن ننتظر كيف ستنتهي بين الأميركيين والإيرانيين».

 

ما خطّه الرفاعي في كتابه الموسوعي: «أدركت طوال مسيرتي النيابية كم كنت عاشقاً الديموقراطية الممزوجة بالحرية. ما صعّب عليّ الانتماء إلى أي حزب كي أبقى محافظاً على حريتي. أحببت العمل النيابي، وفهمت كيف يجب أن يكون. كنت محظوظاً في تكوّن بداية حياتي النيابية في مجلس عام 1968 الذي تميّز بالقامات السياسية والعلمية الكبرى، ما جعلني في موقع الاستفادة من هؤلاء الكبار. كما أفدت العمل النيابي بدوري بعلمي الدستوري والقانوني». في كتابه الموسوعي، رحلة تنطلق من ولادته في بعلبك في 23 آب 1923. وتمرّ على تكوينه التربوي بدءاً بالكتّاب في مدينة الشمس ثم في المدرسة البروتستانتية وبعدها «مدرسة المطران» للروم الكاثوليك. ومن بعلبك إلى زحلة، حيث «المدرسة الشرقية»، وبعدها «مدرسة الحكمة» في بيروت. وتستمر الرحلة في الجامعة اليسوعية لدراسة الحقوق وتختتم في جامعة دمشق. ومن ثم تبدأ رحلة المحاماة وصولاً إلى الندوة النيابية، لتليها تجربة العمل الحكومي في وزارة التصميم في عهد الرئيس سليمان فرنجية. ومن ثم العودة إلى رحاب العمل البرلماني لفترة مديدة خلال حرب لبنان حتى ولادة اتفاق الطائف، وما انتهى اليه من تكوين للمؤسسات في ظل الوصاية السورية، التي لم يكن للرفاعي وللكثير من أمثاله مكان في مؤسسات ما بعد الطائف.

 

طوال هذا الزمن الذي شهد صعود النفوذ السوري وأفوله، وولادة النفوذ الإيراني ولغاية اليوم، كان الرفاعي حاضراً ولا يزال. وما بين «حسنات» الطائف وبين «الخلل الكبير» الذي ألحقه بـ»الدور الذي يمارسه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مجتمعَين»، هناك أفكار للمرجع الدستوري يجب العودة اليها دوما كي تستقيم الأمور على كل المستويات في لبنان. ما قاله الرفاعي إبان حرب لبنان الطويلة بدءاً من العام 1975 ولا يزال يؤمن بما قاله منذ عقود «إنّ رئيس الجمهورية يجب أن يبقى مارونياً، وإلا فإنّ عمق سائر الطوائف يجذبها عاجلاً أم آجلاً إلى سوريا ولا يعود ثمة مبرر لوجود لبنان». وقال أيضاً: «إنّ لبنان وجد كدولة لأول مرة في التاريخ سنة 1920 من أجل الموارنة. كما أنّ سوريا هي العمق الديموغرافي لسائر طوائف لبنان واعدادهم في سوريا اكثر منهم في لبنان». عندما التقيناه قبل أيام، سأل الرفاعي: «كيف حال الموارنة؟» وخلته يسأل: «كيف حال لبنان؟».