وهاب يؤكد أن دعم الأسد بدأ بالوصول إلى السويداء
مجزرة إدلب: «المجلس المذهبي» لن يخرج بـ«بيان متهور»
زلزال هو ذلك الذي أصاب أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان، الذين باتوا يستشعرون بالأرض وهي تهتز تحت أقدامهم بعد مجزرة قلب لوزة في إدلب.
لا يشعر دروز لبنان بأنهم بمنأى عن الخطر، وبينما لا يزال موقف رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط يتراوح بين استنكار مجزرة «جبهة النصرة» التي لم يقر بإرهابها، وإلقاء اللوم على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في ما حصل، تتصاعد داخل الطائفة الأصوات المنادية برفض «التقية السياسية» ورفض مهادنة التيارات التكفيرية على أنواعها كونها لا تختلف عن بعضها البعض، ومن بينها «النصرة».
يبدو جنبلاط اليوم في موقف دفاعي، ويبدو أنه سيدفع الأمور في الاتجاه الذي يريده في اجتماع «المجلس المذهبي الدرزي» اليوم. وعلم على هذا الصعيد ان لا نية برفع وتيرة التصعيد الى الإطار الذي دعا اليه أبرز صقور الطائفة رئيس «تيار التوحيد اللبناني» وئام وهاب.
من المنتظر أن يرفض المجلس دعوة وهاب الى تسليح الدروز والدخول في مواجهة مع «النصرة» في مختلف مناطق الانتشار الدرزي. وعلم ان الاجتماع المقرر في الرابعة من عصر اليوم، بحضور جنبلاط الذي قد يلقي كلمة، سيخرج بموقف بارز من المجزرة «لكنه لن يذهب الى التهور»، على حد تعبير أحد الأعضاء الذي يؤكد ان المجلس هو دائما أميل الى التعقل، «خاصة في مثل هذه الأمور». كما ان المجلس سيحذر من المخطط الفتنوي واستهداف وحدة سوريا، رافضا «ما آلت اليه الثورة السورية اليوم من قتل على الهوية».
إذاً، سيدير جنبلاط الدفة اليوم، وهو كان غرد على حسابه الشخصي على موقع «تويتر» امس، رافضا «كل كلام تحريضي من على المنابر حول أحداث إدلب»، مشيرا الى ان «ذلك لن ينفع»، معتبراً أن «سياسة الأسد أوصلت سوريا إلى هذه الفوضى».
لكن جنبلاط، في المقابل، حذر من التحريض الإسرائيلي حول دروز سوريا، مشددا على «أهمية المصالحة مع أهل درعا والجوار، من أجل سوريا عربية موحدة حرّة».
على أن الموقف الراديكالي المقابل اليوم يتزعمه وهاب، الذي يدعو الى المواجهة وعدم الاستكانة أمام الخطر المقبل حتما على الدروز. وهو اذ يدعو، في اتصال مع «السفير»، اجتماع المجلس المذهبي اليوم «الى تحمل مسؤولياته، لأن ما حصل في إدلب مذبحة، وليس حادثا فرديا»، لا يشكك بـ «حرص جنبلاط على الطائفة». ويشدد وهاب على ان «التذلل» لـ «النصرة» لا يحمي الدروز «ونحن لسنا طائفة مستكينة ونرفض ان لا يتعدى وجودنا سوى الأكل والمشرب واسترضاء الإرهاب، بل علينا حمل السلاح بوجه الحرب العقائدية التي تشن علينا».
ويسأل وهاب جنبلاط: هل تستطيع أن تأتي لنا بكلمة واحدة من «النصرة» تضمن لنا سلامتنا وعدم تكفيرنا؟
من هنا، القضية باتت واضحة بالنسبة الى وهاب ومن يشابهه في موقفه: «إنها الحرب، ونحن أمام قرار بإبادتنا ولا خيار سوى بالتسلح. أما الحياد فهو انتحار ونحن لم ننتحر طوال تاريخنا».
وكان لافتا للنظر هجوم وهاب على «الموالين» لـ «النصرة» في لبنان، وقال وهاب ان «هؤلاء معروفون وينشطون على الأراضي اللبنانية»، لكنه لا يعني «ما فهم لدى البعض بأن المقصود أقطاب في الطائفة الدرزية»، وهو يدعو الأجهزة الأمنية الى التحرك بوجههم «وإلا فإن مواجهتهم ستتم لا محالة».
وحول دعوته في مؤتمره الصحافي الأسد الى التحرك السريع لمؤازرة السويداء، وقوله فيه ان «أي تأخير في تسليمنا السلاح في السويداء تتحمل مسؤوليته الدولة السورية»، يوضح وهاب ان هذا الامر لا يعني أي تلكؤ من جانب النظام في سوريا، «لا بل ان أولى بوادر الدعم من تسليح وتدريب قد بدأت بالفعل أمس لأهالي السويداء».
وإضافة الى موقف جنبلاط، استنكر «الحزب التقدمي الاشتراكي» ما حصل، وأعلن سعيه لمعالجة هذا الحادث مع المعارضة السورية «حيث أثمرت الاتصالات التي قام بها رئيس الحزب وليد جنبلاط مع فصائل المعارضة ومع قوى إقليمية فاعلة وموثرة، سعياً مشتركاً لضمان سلامة أبناء تلك القرى».
ودعا إلى «التهدئة والتروي وعدم الانجرار وراء الأخبار غير الصحيحة وغير الدقيقة في هذه المرحلة الحرجة التي قد ترغب أطراف عديدة خلالها بأن تصطاد في الماء العكر».
ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، «جميع الأفرقاء والفصائل في منطقة ادلب، كما في كل سوريا، إلى عدم الانزلاق الى أتون الفتنة».
وكان وهاب قال في مؤتمر صحافي عالي النبرة، في مكتبه في بئر حسن، ان «من يعتقد أن الأمور ستسير بانتظار ضمانة من تركيا الكذابة وقطر الأكذب والتي تدعم جبهة النصرة هو مخطئ وكلامهم بلا طعم»، وبينما دعا الى عدم انتظار الأخبار من تركيا أو الأردن أو قطر، أكد أن «مجزرة قلب لوزة تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى تركيا التي تدعم جبهة النصرة وقطر التي تمولها».
وبينما شدد على «اننا لسنا بحاجة الى بيانات تافهة وسفارات أتفه كي تحمينا»، أكد ان «ما يحمينا هو محور المقاومة وخيارنا السياسي أساسي ويحمينا ويدافع عنا، وإلا فنحن على أبواب كارثة كبيرة».
وتوجه الى «الإخوة في لبنان وكل مكان، ليستعدوا للمواجهة التي يجب أن تشمل كل شيء إذا اعتدي على أهلنا، الاعتداء على السويداء هو اعتداء على كل الدروز في كل العالم».
واعتبر النائب السابق فيصل الداود ان «المجزرة هي نتيجة لسياسة من طلب من أبناء البلدة وبلدات اخرى من جبل السماق، الحياد ومهادنة الجماعات الارهابية التكفيرية والرضوخ لهم».
ورأى «مشايخ البياضة»، خلال اجتماع في منزل الشيخ فندي جمال الدين شجاع، ان ما حصل هو عدوان صارخ مستنكر ومستغرب. واعتبروا ان «تمزيق النسيج الاجتماعي لسوريا وإثارة الضغائن والأحقاد، خدمة مجانية لدعاة تقسيم المنطقة».