تتوقع الاوساط المواكبة للمجريات ان يكون العام الجاري سنة الحلول او الخطوة الاولى في مسيرة انهاء الحرائق في المنطقة، لا سيما وان الدول الغربية صدمت بارتداد ما سمته «بالربيع العربي» عليها، بعدما صادرت التنظيمات التكفيرية الثورات في كافة الدول الشرق اوسطية، وخصوصاً في سوريا والعراق بعدما اجتاح تنظيم «داعش» الاراضي العراقية انطلاقاً من سوريا، اضافة الى ان التنظيم المذكور بات يتقاسم النفوذ مع «جبهة النصرة» في كافة المناطق المشتعلة سورياً اثر تصفية فصائل «الجيش السوري الحر» ميدانياً الذي بات من الماضي، ما دفع بالغرب الاوروبي وواشنطن الى اعادة تقييم الوضع لان الوحش التكفيري الذي صنعته الاستخبارات الغربية بالتنسيق مع اسرائيل ارتد عليها وان عملية «شارلي ايبدو» لن تكون الاولى ولا الاخيرة وفق المعلومات الغربية، بعد انخراط الاف المقاتلين الاجانب في صفوف «داعش» وتهديدهم امن الدول التي وفدوا منها في هجرة معاكسة متى وضعت الاحداث اوزارها في المنطقة، اضافة الى الموقف السعودي الحازم ضد «داعش» الموضوع على لائحة الارهاب في السعودية.
وتضيف الاوساط ان بداية الانفراجات على الساحة المحلية بدأت تعطي ثمارها وان تحريك «داعش» لخلاياها النائمة التي تم ايقاظها ان دل على شيء فعلى مدى العزلة التي باتت تحيطها في الشارع السني وان مجزرة جبل محسن خير دليل على ذلك، فاذا كان الهدف منها اعادة عقارب الساعة الى الوراء في مدينة طرابلس، فان النتائج جاءت معاكسة على الارض من خلال ردود الفعل الايجابية سواء على الساحة العلوية او على صعيد الشارع السني، فكلا الطرفين دانا العملية الارهابية في حركة تضامنية ضد التكفيريين، وما ترحيب اهالي جبل محسن بوفد «تيار المستقبل» الذي جاء للتعزية وضم في صفوفه النائب احمد فتفت والوزير رشيد درباس دليل على ذلك، حيث اصرّ الشيخ اسد عاصي على قراءة الفاتحة عن روح الشهيد رفيق الحريري مع قراءة الفاتحة على ارواح الشهداء التسعة، داعياً الى فتح صفحة جديدة مؤكداً ان استهداف جبل محسن ليس ربيع الارهاب، وقد رد درباس الذي مثل الرئيس تمام سلام معلناً عن فتح مركز للشؤون الاجتماعية في المنطقة العلوية مشيراً الى ان الجرح واحد وليس جرحين مؤكداً على ان الرئيس سعد الحريري اخذ على عاتقه اعادة النهوض بالجبل على غرار ما فعله في منطقة باب التبانة.
وتشير الاوساط الى ان العملية الارهابية التي استهدفت جبل محسن كان هدف التكفيريين منها تفجير ورشة الحوار الجارية بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» من خلال تأجيج الصراع المذهبي في الفيحاء واعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الخطة الامنية، وقد جاء رد «المستقبل» سريعاً عليها عبر انجاز سجن رومية الذي اطبقت عليه القوى الامنية باشراف وزير الداخلية نهاد المشنوق واطاحت بغرفة العمليات داخل السجن والتي من خلالها اديرت الكثير من التفجيرات كان آخرها مجزرة بعل محسن، ليثبت ان الطلاق بالثلاث قد حصل بين التيار الازرق والفصائل التكفيرية التي استغلت لمدة طويلة عباءة «المستقبل» على خلفية عدائهما للنظام السوري، وحاولت من خلال عملياتها التخريبية سحب البساط من تحته مستغلة الدين ابشع استغلال.
وتقول الاوساط انه بالاضافة الى الطلاق البائن بين «المستقبل» والتكفيريين، فان ردود الفعل الشعبية داخل الشارع السني صبت جميعها ضد «داعش» و«النصرة» ومن يؤيدهما من الشباب المغرّر بهم الى حد ان اهالي الانتحاريان طه خيال وبلال مرعيان اعربوا عن سخطهم وغضبهم من بعض المشايخ الذين يقومون بغسل ادمغة الشباب واعدادهم للانتحار متسائلين لماذا لم يقم اي من هؤلاء بعملية جهادية بتفجير نفسه بدل التغرير بابنائنا ولماذا يتلطون خلف الدين واستغلاله ويقومون بالهرب بعد كل عملية ارهابية، امثال احمد الاسير وخالد حبلص وشادي المولوي واسامة منصور، فهل جهاد هؤلاء في سبيل الدين كما يزعمون ام في سبيل الاثراء من المال الخليجي على حساب دم الشباب المغرّر بهم في بيئة تعتبر هي الافقر في لبنان؟