Site icon IMLebanon

المذبحة!  

 

أن يطرح السؤال ذاته: أين العرب؟ بات نوعاً من السذاجة وربّما من الغباء. ذلك أن الجواب معروف. العرب ليسوا هنا. مع إنهم هنا جداً. إنهم هنا بالأموال الهائلة، والأعداد الضخمة، والإعلام المزدهر. خصوصاً انهم هنا بالحروب التي يبيدون فيها بعضهم بعضاً!

 

أما ان يكونوا «موجودين» في مواجهة ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من ابادة جديدة فهذه «مسألة فيها نظر». وهي إبادة حقيقية: إبادة الشعب الفلسطيني بالشهداء وآلاف الجرحى الذين سقطوا أمس على يد الجلاّد ذاته. الجلاّد المباشر الصهيوني، والجلاد الأكبر الأميركي الذي يقف وراءه. وبالذات الرئيس المهرِّج دونالد ترامب الذي لا يرف له جفن أمام بحر الدماء الذي تسبّب مباشرة بهدره في هذه المرحلة الجديدة من المجزرة التي بات عمرها 70 سنة!

هذه الدماء البريئة التي تراق في فلسطين دفاعاً عن الشرف، وذودا عن الكرامة والحياض والحق الصراح، انما تُسفك تحت نظر ايفانكا وزوجها الصهيوني جاريد، تحت رعاية الرئيس ترامب الذي يرتكب اليوم واحدة من أبشع الجرائم بمحاولته القضاء على القدس بتغيير هويتها، وبمسح تاريخها العظيم، وبتزوير دورها كمدينة للأديان وللسلام.

تحصل هذه المجزرة الرهيبة على عين هذا العالم السفّاح، المنافق، بمؤسساته الأممية كلها، بمجلس أمنه (إنتبه لكلمة «أمن»)، وبجمعيته العامة، وبقراراته التي تتراكم في سلّة مهملات التاريخ.

وهذه المأساة المتمادية لم تحرِّك بكلمة واحدة شفة رئيس واحد من زعماء الدول (الغربية خصوصاً) الذين يعلكون كل يوم كلمات النفاق الممجوجة عن حقوق  الإنسان.

وأما دول المؤتمر الإسلامي فتتلهى في كل تافه ودنيء عن مجزرة الشعب المسلم في فلسطين… هذه الدول التي تصرّفت بخنوع غير مسبوق أمام السيّد الأميركي… فإما تصفق له في كل ما يتخذه من قرارات صلفة أو مجنونة أو أقل ما يقال فيها إنها لا أخلاقية.

ولكن، ما لنا وللأمم المتحدة؟

ما لنا وللقرارات الدولية؟

بل، ما لنا وللدول التي تتشدق بحقوق الإنسان؟

وحتى ما لنا ولمجموعة دول المؤتمر الإسلامي؟

أجل! ما لنا ولهؤلاء وأولئك جميعاً؟

فقط نكتفي بأن نسأل: أين أنتم يا عرب؟

أين جامعة دولكم العربية؟

أين دفاعكم المشترك؟

أين اتفاقاتكم ومعاهداتكم الثنائية والثلاثية؟

وهل تلك كلها فقط من أجل اسناد الأنظمة، و «المرجلة»، على المواطن العربي المقموع، مسلوب الحرية والإرادة والحق حتى في التفكير؟!

أين وزراء دفاعكم؟

أين رؤساء أركانكم وقد استراحت على صدورهم النياشين والبراءات وملأت الدروع جدران الدور والقصور؟!. ما شاء اللّه!

ونحمد الله ان الصوت الكويتي ارتفع مطالباً بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي. وهذه بادرة طيّبة.

فعلاً إنها مأساة موجعة!

إنها واحدة من أكثر المراحل ظلامية في تاريخ هذه الأمة المنكوبة… أليس إنها «كانت» خير أمة أخرجت للناس؟!.