كانت الفرحة كبيرة لدى اللبنانيين جميعاً جراء الوفاق القائم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكل من رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، ما أشعرهم بالراحة والإطمئنان.
ويوماً بعد يوم يتبيّـن أنّه مهما كبرت المشاكل أو صغرت في البلد، فالوفاق هو الحل، ذلك أنّ الرؤساء الثلاثة يتمتعون بالحكمة، بما يؤهلهم لعدم تصعيد المشكلات، أو تفاقم التناقضات والخلافات إذا ما وُجدت.
المشكلة الحالية المتعلقة بمرسوم أقدمية الضباط… نقدّر أن رئيس الجمهورية جاء من قيادة المؤسّسة العسكرية ولديه حنين دائم للوقوف الى جانب العسكريين، وهذا أمر طبيعي.
وكانت معارضة الرئيس نبيه بري للمرسوم معارضة بنّاءة، منطلقة من طرح ديموقراطي، إذ وضع المسألة برمّتها في عهدة رئيس الجمهورية كونه رئيس المؤسّسة الأولى في البلد، مؤسّسة الرئاسة.
وبهذه المناسبة الطيّبة، عيد ميلاد السيّد المسيح يجب أن نقتبس منها تعاليم السلام والمحبة والتسامح، كنا نأمل من فخامة الرئيس أن يستفيد من اتصال دولة الرئيس بري به مهنّئاً بالأعياد، فيدعوه، بدوره، الى لقاء يحصل في وقت غير بعيد، ليتفقا على تخريج الحل.
الآن، وبعد التصعيد من الطرفين، بعبدا وعين التينة، نتمنى أن يتم هذا اللقاء بين الرئيسين عون وبري، ولا نشك في أنهما قادران أن يتوصّلا الى حل وطني، خصوصاً وأنّ أياً منهما لا يستطيع أن يزايد على الثاني وطنياً، علماً أنّ البلد لا يتحمل المزيد من الإشكالات ولا الخلافات… وبالذات في مطلع هذه السنة الجديدة الآتية، التي يتفاءل اللبنانيون بقدومها ويستبشرون بها خيراً، ذلك أنّ السنة التي تسير نحو نهايتها بعد أيام قليلة كانت قاسية على لبنان الذي انعكست عليه تطوّرات المنطقة في سوريا والعراق واليمن وليبيا.
عوني الكعكي