IMLebanon

«العُمْدة في النَّكَد» (2)-

 

في 13 تشرين الثاني من العام 2007 نشرنا في هذا الهامش مقالة حملت عنوان «العمدة في النَّكَد على من لم ييأس بعد من أهل البلد»، يومها أبلغ حزب الله زميلنا الرّاحل علي الزين استياءه من العنوان والمقالة، للأسف بعد أحد عشر عاماً نجد أنفسنا مجدّداً أمام نفس العنوان، من أين يأتي حزب الله بكلّ هذا «النّكد» ليصبّه صبّاً على رؤوس اللبنانيين، بل من أين يأتون بكلّ هذه المواقف «النّكداء» ليعطّلوا بها البلد ويشلّوه ويضعوه في ثلّاجة الموتى؟! بعد أحد عشر عاماً، نعيد هنا نشر ذلك المقال، بعدما استيقن اللبنانيّون أنّ «حزب النَّكد» مصرٌّ على ممارساته «النكديّة» و»التعطيليّة»، وإن كنّا قد استيقنّا أنّهم «البعيدة جبلّات» وأنّهم يصح فيه المثل «جناب متل الطناب»، ومدرّبون عليها تدريباً عالياً جدّاً!

 

مع بعض التعديلات، نعيد نشر المقال هنا:»حكى أهلُ الرأي والرَّشَد، أنّ النّكد أقصر الطرق لجعل الإنسان يعيش في كَبَد، ويموت حسرة بداء النَّكد، خصوصاً عندما «يعطّلون» تشكيل الحكومة وسير البلد.. وحكى العمدة في الرواة، أنّ سمّ البدن من حُسْن «الفطن»، وأنّه إذا سرى سمّه في الأجساد وجَنّ، أصيب «تشكيل الحكومة» بالوهن، انقلب على دعاة استعجاله ظهر المجنّ!! ويحكي عمدة الرواة في التعذيب عن منحى غريب، تطور معه التفنّن العجيب في تعنيف الشعب و»العهد» بالتهديد والوعيد من مصادر الفحول الصناديد»..

 

مسكين شعبنا البليد، فهو من حسن الظن صدّق أنّ حزب النّكد يريد تشكيل حكومة، ومن نفس الجحر لدغ أهل النّكد هذا البلد مئات المرات، مرة بالتوافق الديمقراطي ومرة بالاتفاق ومرّة بالحوار والتشاور، ومرّة بالتعجيل ومرة بالتطويل، ودائماً يستدرجهم حزب «النّكد» إلى نفس «الفنطة» فإن ابتسم خافوا، وإن زمجر خافوا، وإن سكت خافوا، وإن تكلّم خافوا، منذ أيام الاتفاق على موضوع المحكمة بـ «دقيقتين» على طاولة الحوار..

 

حكاية «حزب النّكد» حبلٌ من مَسَد، وتظلّ تعيد نفسها وفي كلّ مرة يفرضون على العباد الاستسلام لدوائرهم المغلقة والمهلكة، كان الناس يجلسون مطمئنين في أمان الله يترقبون إعلان تشكلية الحكومة خلال ساعات قليلة، فخرج علينا حزب «الفتيلة الطويلة» بمطالبه الثقيلة، أي سياسة وشراكة هذه التي تتكشف عن طمع جامح يريد «التكويش» على الرئاسات الثلاث، وعلى كلّ ما في البلد من مناصب ومراكز، هل هذا حكم «قراقوش»، أم فعلاً يظنّ البعض أن كلامه «منزل» كما يقول «شعبه» عنه!!

 

 

وهل يحقّ لشخص كائناً من كان، أن يتسلّط على رقاب البلاد والعباد فيدخلونهم في حروب ويخربون بيوتهم ويقتّلون أبناءهم في حروب الآخرين والأجندات الإيرانيّة «السمّاوية» ويتمادون فيتسلطون على حقوق «الطائفة السُنيّة» ويقرّرون من يوزّرون عنهم و»غصباً عنهم» ويريدون أن يسير الجميع على هواهم!! ألم يروا إلى ما انتهى إليه الموارنة من قبلهم عندما تمسّكوا بتطبيق قاعدة «ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم»، هذا الجشع السلطوي ولّى وعفا عليه الزمن!!

 

المضحك المبكي في كل هذه العُقد التي تشبه مدينة الرعب، أن «حزب النّكد» يريد إخافتنا، صحيح أن اللبنانيّين تتكدّر خواطرهم إلا أنهم «بطلوا يخافوا من زمان»، ولسبب بسيط لم يدركه بعد المتخصصين في «النّكد» وهدّ البلد، لأنّ اللبنانيين ياما دقت على راسهم طبول، وقد حفظوا كلّ هذه السيناريوهات البليدة عن ظهر قلب، نكّد الله ونغّص أجنداتهم عليهم…

 

ميرفت سيوفي