لا مستقبل للبنان، اذا ما ظل التشنج سائداً.
وخطوة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله ينبغي أن تكون حافزاً للجميع.
… ومثلاً يُحتذى بين معظم الفئات.
وما حققه الرئيس نبيه بري، انجاز لا يُستهان به.
والحوار، لا يعني جني ثماره من اللقاء الأول.
وفي بلد ديمقراطي، لا أحد يعترض على وجود آراء متباينة حيناً.
أو متضاربة دائماً.
وحدها الأنظمة التوتاليتارية نفترض القمع حلاً، ولا تقبل الحوار أو المناقشة.
هكذا كان الأمر بين اثينا واسبارطة.
لكن الأخيرة زالت.
وبقيت الثانية نبراساً للعالم.
لا أحد في العالم يتحدث عن أساطين اسبارطة.
الا ان العالم كله، لا يزال يستشهد بما تركه فلاسفة الاغريق.
ويعود الى أفكار سقراط وافلاطون.
والآن، يقف الجميع ضد سياسة الذبح، عند داعش، وذهنية الاعدام لدى النصرة.
***
كان طه حسين وزيراً للمعارف في مصر.
وكان أحمد شوقي أميراً للشعراء.
ووقف عباس محمود العقاد بصرامة ضد آراء لا يلتقي معها.
الا ان العالم، لا يذكر وزير المعارف الا لماماً، لكنه يتحدث باستمرار عن عطاءات عميد الأدب العربي.
وينوّه بإمارة الشعر، عند الأمير على القوافي.
ويرمي العقاد، بعبارات الثناء على تصلبه في الحق الذي يراه مدرسة للأدباء.
من هنا أهمية الحوار الذي بدأ بين المستقبل والحزب.
بين الفريقين أكبر الثأرات وأبشع الاتهامات.
لكن ذلك لم يمنع أحدهما من اللقاء مع الآخر.
ولو كان لقاء عين التينة رمزاً.
ولاحقاً، قد يُتوّج هذا الحوار، اذا ما وصل الى نهايات سعيدة، بلقاء الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله.
وما حققه الرئيس نبيه بري، يتجاوز الأشخاص.
ويحط في جوار النزاع بين فريقين، وهذا هو الأهم.
كان جبران خليل جبران يقود الحرب على من يراهم عقبة في وجه تطور الانسان، وعصرنة الحياة.
جيد أنه لم يقطع الحوار مع أحد.
ولو أنعم المراقبون النظر في كل ما يصدر عن السياسيين، لوجدوا أن الحوار أهم من الخلاف.
وان الحياة تتسع للجميع ولا تستثني أحداً.
والحوار حول الانتخابات الرئاسية، صعب، ومضنٍ.
الا ان معظم افرقاء الحوار، يطرحون الأسلوب، ويتجاهلون آلية الحوار.
طبعاً، فإن العدد يبقى قاصراً عن الشمول.
لكن الاتفاق على الآلية، هو الذي يقود الى الحوار.
والى النتائج المرجوة منه!!
والنوعية غير العددية!!