IMLebanon

عراجي لـ «الديار» : القطاع الصحي يرزح تحت وطأة الازمات المالية والوضع الى تفاقم 

 

 

نعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبّية… وهجرة الاطباء المتواصلة تنذر بكارثة !

 

لطالما كان لبنان الاول والافضل أداءً في القطاع الصحي بين دول المنطقة، وكان المقصد الدائم من قبل الدول العربية لتلقيّ العلاج في مستشفياته، بسبب الصيت الحسن لأطبائه والرعاية الاستشفائية المميزة، الى ان بدأت ازماته تتوالى الواحدة تلو الاخرى، لتضرب كل قطاعاته ومن ضمنها الطبيّ على المستويات كافة، من دون اي حلول جذرية من قبل الدولة، ما جعله يتهاوى شيئاً فشيئاً على وقع ضربات الدولار المحلّق بعيداً، مقابل الانهيار المتواصل للعملة الوطنية.

 

هذا الوضع المأساوي جعل الصرخة تطلق بقوة من داخل القطاع، للتحذير بقرب الانهيار، مع تزايد المخاوف المعيشية والاقaتصادية والمالية على اللبنانيين، لتصبح مصدر قلقهم اليومي، وهي في تسابق مستمر جعل الملف الصحي يبرز في الواجهة، مع ما يتضمّنه من مشاكل على صعيد الإستشفاء والطبابة والادوية، بسب فقدان العديد من المستلزمات الطبية وخصوصاً الامصال، التي تكاد كمياتها لا تكفي لأكثر من شهر، إضافة الى فقدان العديد من الادوية، ما يعني انّ الملف الطبي يرزح تحت وطأة الأزمات المالية، والنتيجة تهديد حياة المرضى، خصوصاً الذين يعانون من أمراض مزمنة، بالتزامن مع إقتراب رفع الدعم عن الدواء، ما دفع ببعض شركات الأدوية والمستودعات الكبرى والصيدليات الى احتكار الدواء، وتخزينه لإعادة بيعه لاحقاً بأسعار خيالية، اي بإختصار المواطن المريض وحده يدفع الثمن الباهظ.

 

رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، ابدى خشيته من تدهور الوضع اكثر في القطاع الصحي، لافتاً في حديث لـ» الديار» الى انّ المستلزمات الطبية تعاني من نقص حاد، لانها تباع بالدولار، ومع ارتفاعه الجنونيّ اصبحت الاسعار خيالية، كسعر انبوب قسطرة القلب اي « الروسور» بألف دولار، ومفصل الورك الاصطناعي والصمّام الاصطناعي، فضلاً عن ارتفاع اسعار بعض الادوية الضرورية المستوردة، ولغاية اليوم يوجد لها بدائل محلية لكن ستفقد من الاسواق.

 

ورداً على سؤال حول فقدان الامصال خلال شهر كما يُردّد، قال عراجي: «صحيح الامصال قد تكفي لشهر، وفي لبنان معملان قادران على تأمينها، وسنعمل على إيجاد حل لها، لكن المخاوف تزداد من ارتفاع الاسعار اكثر، وهذا هو السبب الاكبر لفقدان المستلزمات».

 

وعن التحذير من ارتفاع الاصابات بالكورونا، جدّد دعوته الى الالتزام بالإجراءات الوقائية، وخاصة في بعض المناطق حيث عادت الاحتفالات بالاعراس والمناسبات الخاصة، مما يعني اننا معرّضون لإرتفاع أرقام الاصابات والوفيات، في حال بقي هذا الاستهتار، ونحن أمام أسبوعين او اكثر لمزيد من الاخطار، مشيراً الى انّ الاقفال اتى بنتيجة جيدة مع بدايته، لكن عاد البعض للخروقات والانتهاكات، وكان على الدولة ان تطبّق الاجراءات بصرامة، وهنالك خوف من موجة ثالثة أكثر قساوة على القطاع الاستشفائي، مع الاشارة الى انّ تكلفة علاج كورونا وادويته غالية الثمن، واحياناً يضطر المريض الى بيع ممتلكاته ليحصل على العلاج.

 

وحول تداعيات هجرة الاطباء والممرضين، لفت عراجي الى انّ القطاع الصحي يتهاوى، وقد سبق ان حذّر نقيبا الاطباء والمستشفيات من هجرة هؤلاء، ما يُنذر بوصول البلد الى كارثة حقيقية، في ظلّ النقص المتواصل في الكادر الطبي والتمريضي، اذ وصل عدد الاطباء المهاجرين الى الالف، من ضمنهم مئة طبيب من الجامعة الاميركية، إضافة الى هجرة العديد من الممرضين الى المانيا، واقفال 600 صيدلية.

 

وختم عراجي بالاشارة الى انّ البلد سيُقفل خلال عطلة عيد الفصح، اي لمدة ثلاثة ايام، منعاً لتكرار ما حصل خلال عيديّ الميلاد ورأس السنة، لان الوضع لم يعد يحتمل.