«ما تضمره القلوب يظهر في فلتات اللسان»، عندما قال الرئيس سعد الحريري ان القوات اللبنانية تحتاج إلى منجّم مغربي لفهم مطالبها، كلامه هذا يدل على أنه ليس جاهزاً لتجاوز أزمة احتجازه في الرياض بشكلٍ كامل والذي يحمّل جزءاً كبيراً عمّا حصل معه لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بالرغم من إشاعة الأجواء الإيجابية التي سعى إليها كل من الحريري وجعجع والتي سقطت في أهم منطقة كانت القوات اللبنانية تسعى جاهدة لتشكيل تحالف بينها وبين تيار المستقبل ألا وهي دائرة زحلة حيث كان للقوات فيها ثلاثة نواب لا تربطهم بالمستقبل أي علاقة سابقة بها، لكنهم ساهموا في توسيع كتلة القوات، وهذا الأمر حصل بفعل الصوت السني.
الأجواء الإيجابية التي سقطت على مداخل دائرة زحلة بعد توقف المفاوضات بين الفريقين وذهاب كلٌ منهما باتجاه فريق آخر، ممّا سرّع الإتفاق بين القوات والكتائب ويوم الأحد القادم ستعلن لائحة الفريقين حيث ستكون حصة القوات فيها راجحة.
من جهةٍ أخرى، عاد تيار المستقبل إلى التفاهم الذي أنجزه مع التيار الوطني الحر في دائرة زحلة مع بعض الحلفاء والأسماء التي يتقاطع عليها كل من التيارين.
وتؤكد مصادر سياسية أن الإجتماع الأخير الذي جمع رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف بمدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري كان عاصفاً جداً خرج منه نادر الحريري بخلاصة أن التفاهم مع سكاف صعب ولا نستطيع أن نُكمل سوياً بهذه العقلية والطريقة. من هنا، تؤكد المصادر أن سكاف بدأت تشكيل لائحتها بكثيرٍ من الكتمان والسرية وطلبت من المرشحين الذين سيكونون في عداد لائحتها أن يلوذوا أيضاً بالصمت دون الإفصاح عن أي اتفاق أوتسريب أي كلمة، وقد تكون لائحة سكاف آخر اللوائح التي ستعلن في مدينة زحلة بمهرجان شعبي يكون أقرب إلى الإستفتاء.
تشير المصادر أن كل القوى في دائرة زحلة بدأت بالتموضع بعدما أوقفت رصدها لتيار المستقبل لمعرفة ماذا سيفعل في دائرة البقاع الأوسط ومع من سيتحالف، فالجميع انصرف إلى رفع وتيرة عمل الماكينات الإنتخابية لأن الوقت بدأ يضيق على الجميع لا سيما القوى التي تحتاج إلى عمل مضاعف عن غيرها.
في الوقت الذي كان العديد من القوى ينتظرماذا سيفعل تيار المستقبل ومع من سيتحالف، وحده النائب نقولا فتوش كان يتفرج على سباق هذه القوى نحو التحالف مع تيار المستقبل لأن فتوش حسم خياره باكراً بالتحالف مع الثنائي الشيعي وهوالآن يستكمل لائحته من شخصيات زحلاوية مستقلة وسوف تبصر هذه اللائحة النور قريباً.
أكدت المصادر أن تيار المستقبل لم يتخذ قراره بعد بكيفية توزيع الفائض من الأصوات التفضيلية في دائرتي زحلة والبقاع الغربي لأنه يتوجس من بعض القوى والمرشحين وكثر المرشحون على المقاعد السنية في كلا الدائرتين لأن استبعاد الوزير جمال الجراح قد يفقده بعض من قوته في البقاع الغربي ويعطي أملاً كبيراً للوزير مراد بالفوز.
من هنا تأتي زيارة أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري بالأمس واليوم للبقاعين الغربي والأوسط لترميم وتذليل العقبات التي برزت بعد إعلان الرئيس الحريري ترشيحات المستقبل وإرضاء من يجب إرضاءه من المرشحين السنّة لسحب ترشيحاتهم وعدم انخراطهم في لوائح صغيرة.