تنبيه.. هذا نصّ مُتخَيَّل من وحي عيد جميع القدّيسين
القدّيسون جميعاً قلقون، الوضع في لبنان «على شفا حفرة من النّار»، حتى «العجيبة» بالكاد بإمكانها «تشكيل الحكومة»، «قدّيسو» حزب الله يعرقلون ويعطّلون، وعلى هامش مناوراتهم يلعب صبية المذاهب وإعادة توزيعها، استنفرت «سيّدة حريصا» بعدما بلغها الكلام المنقول عن رئيس المجلس النيابي «لم يعد هناك سوى الدعاء»، استدعت «السيّدة» على وجه السّرعة القدّيسون الموكّلون برعاية لبنان، فاكتظّ المكان بواحد وثلاثين قدّيساً، واصطفّ أمامهم القديسة بربارة والقديس مار شربل، والقدّيسة رفقا، والقدّيس نعمة الله الحردين، القدّيس شربل يحمل في يده ملفّ تشكيل الحكومة، أكّد الجميع في حضرتها أنّ الوضع كما قال رئيس المجلس النيابي «لم يعد هناك سوى الدّعاء»، تأمّلت السيّدة الوضع الشّائك جدّاً، وأصدرت أمرها لقدّيسي لبنان:»ما دام لم يعد هناك سوى الدّعاء.. إذن إبدأوا بالدّعاء عليهم»، وخصّصت السيّدة عدّة أسماء «للركّ» عليها في «الدّعاء عليهم».
لا يكفي اجتماع القدّيسين المحلّي، حزب الله قراره إيراني، استدعت شفيع إيران القدّيس ميتاس، فخفّ للقائها، وأعلن في حضرة قدّيسي لبنان، أنّ الوضع مستعصٍ على الحلّ فيما يخصّ حزب الله، ونصح باستطلاع آراء قدّيسي فرنسا فالرئيس مانويل ماكرون قلبه على لبنان، وقد سبق ونصح من لا ينتصح، استدعت «السيّدة» رعاة فرنسا من القدّيسين، فحضر «القدّيس دينيس» و»القدّيس لويس التّاسع» و»القدّيسة جان دارك» و»القدّيسة تيريزا الطفل يسوع»، كرّروا أمامها أن الوضع ميؤوس منه، وأن لا حلّ مع جماعة حزب الله وجماعة التيّار الوطني الحرّ، واقترحوا أنّه ربّما يحتاج الأمر إلى استدعاء قدّيسو المناطق، خصوصاً وأنّ الكلام يدور في حلقة مفرغة اسمه «حكومة الوحدة الوطنية»، فوجّهت «السيّدة» بحضور شفعية الاتحاد الأوروبي «القدّيسة جادويغا ملكة بولندا» (راعية الوحدة الأوروبيّة)، أكّدت»جادويغا» أنّ «الوحدة الأوروبيّة» هي بمثابة «شربة ميّْ» بالنسبة لـ «الوحدة الوطنيّة» في لبنان!
قرّر المجتمعون رفع طلب إلى «سيّدة حريصا» لتدويل أزمة لبنان وجعلها على مستوى القارات، فوجهت بحضور شفيعيْ أميركا فحضر «القديس يوسف» و»القديسة عذراء غوادالوبي» فأقرّا بأنّ الوضع «عويص» وخطير جداً وأنّ الأمور على وشك أن تفلت من أيدي الجميع، فالظلم بلغ أقصى مداه، ومع هذه النفوس المريضة والظالمة، المتوقّع أن يتحقّق القول «الظّلم مرتعه وخيم».
بعد حوارات وتقصّيات، رفع «القدّيس شربل» توصيات عن «الفتى العابث» وحلفائه الأشرار، وأكّد أنّ كلّ مواصفات الانسان الظالم تتجلّى في المشهد اللبناني العبثي، وأنّ هذا الظّالم لن يرتدع حتى تنزل به «قارعة» من الله تريح لبنان واللبنانيّين منه لأنّه 1ـ يتوكَّل على الظُّلمِ والاِلتِواء وينبذ كلمة الله (اش 30:12) ويعتَمَد على أَمْوَالِ الظّلم (سي 5: 8) وعلى ذَبيحَةِ ظُلْم (سي 35: 11).2ـ يعتقد انه لا بُدَّ مِنَ الرِّبحِ بِجَميعِ الوَسائِل ولَو بِالظُّلم (حك 15: 12). 3ـ يحمل بِيَدِه ميزانُ الغِشِّ (هو 12: 8) ولا يخَجَل (صف3:5)، 4ـ يعرف الشماتة (مز35: 19) والبغض (مز 38: 20)، الدَّمارُ في داخِلِه والظُّلمُ والمَكرُ لا يَبرَحانِ ساحَتَه (مز55: 12). فيَعيش بالظُّلم (حك 14: 28). 5ـ يمتلئ مِن أَنواعِ الظُّلْمِ والخُبْثِ والطَّمعَ والشَّرّ (روم 1: 29). 6. ويَكتُب كِتابةَ الظُّلْم (اش 10: 1)، ومع الاشرار يَبْني بِالظُّلْم (ميخا 3: 10)، ولا هدف له إلاّ الدمار ( حز 30: 11).
انتهى «القدّيس شربل» من تلاوة خلاصة مضبطة الشرّ والمكر الذي يُحيق بلبنان، طلب الحضور سماع توجيه أخير من «سيّدة حريصا»، فوجّهت إلى جميع القدّيسين في العالم من أجل لبنان لأنّه «لم يعد هناك إلا الدّعاء» طلباً وحيداً «أدعُوا عليهم» مع ملاحظة أن يكون الدّعاء «من فجّ وغميق».