IMLebanon

رُفعت الجلسة!!

 

هل كان موفّقاً رفع الرئيس سعد الحريري انعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم أمس بعد دقائق من انعقادها، فيما كان الوزير جبران باسيل يُشبه من يترأس اجتماعاً لحكومة وزرائه في قصر بسترس، نحن لا نملك جواباً حيادياً ولا متجرّداً تجاه ما نراه كما يراه كثيرون قضمٌ لصلاحيّات الرئاسة الثالثة أو على الأقلّ مشاركة فيها وعنوة، ولكن الأمر ترك امتعاضاً في أوساط تتابع هذا «القضم» منذ مشاركة باسيل وتحكّمه البعيد في عمليّة تشكيل الحكومة وكلّ ما تلا ذلك!

 

وهذا التساؤل محقّ جدّاً، خصوصاً أنّ أحداث الأحد الماضي في أيّ بلد آخر تستدعي حال استنفار وانعقاد دائم للحكومة إلا في لبنان، ترفع الجلسة في عمليّة «هروبٍ إلى الأمام» يتمّ تجميلها بعناوين «تنفيس الاحتقان»، فيما هي على وجه الحقيقة هروب من «تفجير الحكومة من الدّاخل»، حان الوقت للقول صراحة أنّ الإصرار على تشكيل حكومات من مسمّى «حكومة وحدة وطنيّة» هي أكبر أكذوبة سياسية في تاريخ العمل الحكومي، ولو قيّض اليوم للحكومة أن تجتمع لبلغت الأمور حدّ التضارب وكيل الشتائم وكان البلد ليبلغ ما هو أسوأ بكثير من أحداث الأحد الماضي!

 

هذه حكومة مقطوعٌ الأمل منها، البلد وعلى مرأى من الجميع يخرج من قطوع ليدخل في آخر، أو يدخل في أزمة ليخرج إلى أخرى، والنّار متروكة «تعسّ» تحت الرّماد خصوصاً أنّ أدوات النظام السوري القديمة عادت لتستقوي ولتقوم بدورها المعهود في تنفيذ مخططاته المخابراتيّة الفاشلة، ما شاهدناه يوم الأحد الماضي في الجبل سيناريو «بشّاري» باء بالفشل بعدما فشل طلال أرسلان «صديق بشّار الشخصي» ووزيره في الحكومة الذي كان أول عمل قام به بعد توزيره القيام بزيارة إلى دمشق كادت تفجّر الحكومة، في تنفيذ عمليّة تسلّل إلى «كفرمتّى» كانت لتشعل فتنة كبرى، والخروج من كفرمتّى كان ليكون من شديد الصعوبة على عكس الخروج من شملان!

 

رفع جلسة الحكومة بالأمس مجرّد تأجيل للإنفجار، وسيكون هناك مشروع «مشكل» جديد مع رغبة البعض وظنونه الحمقاء أنّه باستطاعته الضغط على وليد جنبلاط زعيم الجبل الدرزي  ـ وللمناسبة ما نختلف عليه مع جنبلاط أكثر ممّا نتفّق معه عليه إلا أننا معه ونقف إلى جانبه في وجه محاولات تطويقه التي يسعى إليها بشكل حثيث ـ في موضوع المجلس العدلي، فهل سيكون الاكتفاء بتأجيل انفجار الحكومة أو الهروب منه كافياً لجلسة واحدة فقط، وهل هذه هي الحكومة التي يفترض أن تمثل أمام المجلس النيابي لتنال الموافقة على مشروع موازنتها التي ما تزال الدول الدائنة للبنان في «سيدر» تنتظرها، فيما الحكومة عاجزة حتى الآن عن إنهاء هذا الملفّ وحفظ ماء الوجه أمام الدول التي تكتفي حتى الآن بمراقبتها فقط!

 

أخوف ما نخافه على لبنان وعلى الجبل، هو حماقة الحمقى الذين يسرحون ويمرحون في «بحتة» لا نعرف لها آخر حتّى الآن، وما نخافه هنا له شواهد من خبرة الأهل الذين يعانون الأمرّيْن إذا ما ابتلاهم الله بـ»صبي» يظلّ «يبحت» حتى ينزل  مصيبة ببيت أهله أو بنفسه، عافى الله لبنان وسلّمه من هذه «البحتة» التي أوصلته إلى شفير اضطراب أمنيّ ينذر بكارثة حقيقيّة!

 

ربّما لو انعقدت بالأمس جلسة حكوميّة وشعر اللبنانيّون أن هناك من يأخذ الأمر «جُملةً» واحدة على محمل الجدّ بدلاً من المعالجات بـ»المفرّق» والتي ستصطدم بكيديّة استقواء «القرعان» بشعر «بنت خالتهم»، نحن أمام فريقيْن ما كان ليكون لهما لا حيثيّة ولا اعتبار ولا دور سياسي ربّما، لولا «شعر» حزب الله وصواريخه وسلاحه الذي صنع «للشوحة مرجوحة ولأبو بريْص قبقاب»!