IMLebanon

رسالة «رؤساء السفارة»: فكرة السنيورة بإيعاز أميركي ومباركة سعودية

بايعاز أميركي ومباركة سعودية، كُتبت رسالة «الرؤساء الخمسة» المعادية للمقاومة ووُجّهت الى القمة العربية. من هو صاحب «الفكرة» وكيف خُطط لها؟

سبقت رسالة «الرؤساء الخمسة» الرئيس ميشال عون إلى قمة البحر الميت العربية. لم يكن توقيع الرؤساء أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة على ما ورد فيها مفاجئاً، فبين الثلاثة وبين المقاومة ــــ أي مقاومة ــــ عداء مستحكم. لكن المفاجأة كانت في «سقطة» الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام. فمن الذي حفر الحفرة، ومن الذي خطط للقاء ورتّب له وهندس بيانه من الألف إلى الياء؟

في أي تشويش على المقاومة وسلاحها، فتش عن السنيورة. فالرجل هو «الخبير» في صناعة الأزمات الوطنية وافتعال المشاكل وشقّ الصف، حتى داخل البيت الواحد. فعل ذلك سابقاً داخل حكومته، وداخل 14 آذار، وحتى داخل تيار المستقبل مستغلاً غياب الرئيس سعد الحريري. ووفق المعلومات، فإن الفكرة اختمرت في رأس رئيس الحكومة الأسبق، بإيعاز أميركي، وبمباركة سعودية. وبالطبع، لم يجد في بحثه عن شريك أساسي أفضل من الرئيس ميشال سليمان. فـ»صاحب إعلان بعبدا» اصطف، منذ زمن طويل، في صف العداء للمقاومة، ولن ينسى لها وقوفها بحزم أمام تمديد كان يلهث وراءه. كان إقناع السنيورة لسليمان أسهل من «شربة مي»: التقى الاثنان واتفقا على الأسماء التي سيدعوها سليمان الى مأدبة غداء في منزله وعلى إلزام الحاضرين بتوقيع كل ورقة من أوراق الرسالة حتى لا يتنصّل أحد من أي بند فيها أو يزعم عدم اطلاعه عليها. وتردد أن الدعوة وجهت أيضاً إلى الرئيس السابق حسين الحسيني، لكنه رفض تلبيتها.

حين وصل المدعوون الى دارة سليمان، كان نص الرسالة جاهزاً. وعلمت «الأخبار» أن تعديلاً بسيطاً أدخل على الفقرة الرابعة التي نصّت على «ضرورة الاهتمام العربي بالتضامن مع لبنان في تحرير أرضه، وفي رفض السلاح غير الشرعي، وضرورة بسط الدولة اللبنانية وأجهزتها العسكرية والأمنية لسلطتها وحدها على كامل التراب اللبناني». إذ إن الصيغة التي وضعها السنيورة نصّت حرفياً على «رفض سلاح حزب الله». لكن ميقاتي وسلام طلبا استبدالها بعبارة «السلاح غير الشرعي».

في اليومين الماضيين، ترددت معلومات عن أن الرئيس الحريري لم يكن بعيداً عن أجواء الرسالة، وأن أولى ثمارها كانت رحلته الى الرياض على طائرة الملك السعودي. غير أن مصادر سياسية بارزة في تيار المستقبل نفت هذه المعلومات، مؤكدة استياء رئيس الحكومة من الرسالة وشعوره بـ«الخديعة»، وخصوصاً أنه استقبل السنيورة وميقاتي وسلام في السرايا قبل أسبوع، «ولم يفاتحه أي منهم بالأمر». وهذا، بحسب المصادر نفسها، ما دفع الحريري الى الرد ببيان «قاسي اللهجة»، مبدياً حرصه على عدم حدوث أي شرخ بينه وبين الرئيس عون خلال القمة. كما أن وصف الوزير نهاد المشنوق الرسالة بأنها «خطيئة وطنية تجاوزت حدود اللياقة والسياسة» كان رسالة لإظهار حجم الاستياء، وخصوصاً من عرّابها رئيس كتلة المُستقبل النيابية.

ما هي المصلحة التي جمعت الرؤساء الخمسة؟

تصف مصادر مستقبلية الرؤساء الخمسة بـ«المأزومين سياسياً»، وبـ«متقاعدين باحثين عن أدوار» رأوا في الرسالة مدخلاً «لاستعادة هذا الدور». وتلفت إلى أن الرئيس تمام سلام «ربما كان يتوقع تعويضاً معنوياً أكبر من الرئيس الحريري. ولا يمكن أن يوصف وجوده في اللقاء سوى بأنه انتقام بمفعول رجعي». فيما السنيورة «يدرك أنه فقد دوره ووهجه. والجميع في التيار يعرف أن رئاسته للكتلة صورية، وأن كل البيانات التي تصدرها يقرّر الرئيس الحريري مضمونها». بحسب المصادر، «السنيورة يغامر بمستقبله، والحريري يراكم سقطاته واحدة تلو الأخرى، ولا بدّ من أن تكون لذلك نتائج انتخابية».

أما ميقاتي، «فالتفسير الوحيد أنه أراد استغلال الرسالة طرابلسياً للمزايدة على اللواء أشرف ريفي، معتبراً أنه بفعلته هذه يسجل هدفاً في مرماه». ولعل حضور ميقاتي وتوقيعه كانا أكثر ما فاجأ حزب الله، وخصوصاً أن له موعداً أسبوعياً مع الحاج حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وفي معلومات «الأخبار» أن الحزب «أخذ قراراً بمقاطعته».

وفيما أقصى طموح سليمان القول إنه «لا يزال موجوداً»، فإن الرئيس الجميل «أكل الحصرم»، وقد يكون على نجله سامي الجميل أن يتهيأ لأن «يضرس» انتخابياً!