IMLebanon

تحاشوا انهيار المحبة بين العسكر والشعب

 

 

اذا كانت تسريبات أسماء الوزراء وحقائبهم صحيحة، فمن الأفضل للرئيس المكلف تشكيل الحكومة، ان تكون زيارته القصر الجمهوري للاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، بدلاً من ان يقدّم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لائحة بأسماء 17 مستشاراً فرضهم عليه رؤساء الكتل النيابية، ليكونوا الحكومة التي «ستشيل الزير لبنان من بير الانهيار»، لأن من عجز عنه رؤساء الكتل طوال سنوات، لن يقدر عليه المستشارون، لأنهم سبق لهم وفشلوا في آرائهم ونصائحهم الى ان وصلنا لما نحن عليه اليوم، بالاضافة الى ان جماهير الانتفاضة وجماهير الاحزاب المعارضة، تنتظر حسّان دياب ومستشاريه «على الكوع» للاطاحة به وبهم، امّا اذا بقيت ملتزماً بوعدك، ان تشكل حكومة اختصاصيين مستقلين – انتبه جيداً الى كلمة «مستقلّين»، فأغلب الظن انك ستعطى ثقة شعبية، مشروطة بتحقيق ايجابيات، خصوصاً انك تدخل ميدان الحكم، في أصعب ظروف يعيشها لبنان منذ زمن طويل، كما ان الدول الصديقة المانحة، بدأت تفتح ملفات فساد المسؤولين اللبنانيين، بدءاً من البرلمان الاوروبي والحكومة الفرنسية، اللذين بدآ بطرح الاسئلة حول الاموال التي قدّمت الى لبنان من اجل مشاريع زراعية وصناعية وبيئية، واكتشفوا انها «طارت» كلّها أو معظمها.

 

* * * *

 

وفق المعلومات المعلنة، فان جماهير الانتفاضة التي تعرّضت الى «قمع وحشي» في جونيه وشارع الحمرا وامام ثكنة الحلو وكورنيش المزرعة، تحضّر منذ اليوم وحتى يوم الثلثاء المقبل، حشودات شعبية في مختلف المناطق احتجاجاً من جهة على تصرّفات بعض قوى الجيش والأمن الداخلي القاسية وغير المبررة ولا المقبولة، والتي دانتها المنظمات الدولية، ومن جهة ثانية سيكون لها تظاهرة ضخمة يوم الثلثاء المقبل ضد الحكومة التي سوف يعلنها دياب خصوصاً بعد الاعلان عن ايجابيات لاجتماعه بالرئيس نبيه برّي.

 

في العودة الى سوء العلاقة بين القوى الأمنية على اختلافها، وبين جماهير الانتفاضة، لا بدّ من تنبيه القيادات العسكرية والمدنية لهذه القوى، بأن أي عنصر يقوم عن عمد أو عن ثورة غضب بضرب المتظاهرين على رؤوسهم، وعندما يسقطوا ارضاً تبدأ عملية «الدعوسة واللبيط»، فان هذا العنصر او هذه العناصر، لا تفقد هيبتها فحسب، بل تفقد ايضاً احترام الشعب ومحبته ودعمه، وينتصب جدار من الكره والحقد بين رجل الامن والمواطن العادي، واغتنم هذه الفرصة لأعلن تضامني مع الزملاء الصحافيين، الذين تعرضوا للضرب والاهانات وتحطيم اجهزتهم، ومنعهم من القيام بواجباتهم بكل حرية واحترام وتسهيل، وهذا من اقل واجبات رجل الأمن، وخصوصاً القوى التي تدرّبت على كيفية التعامل مع المدنيين، فكيف اذا كانوا طلاباً صغار السن، او نساء وشابات.

 

المطلوب من المسؤولين الكبار، تحاشي انقطاع اللحمة وصلة الوصل بين العسكر والشعب.