تعددت السيناريوهات في الآونة الأخيرة التي تتحدث عن عملية برية إسرائيلية في الجنوب، فيما تصاعدت وتيرة الإعتداءات على القرى الحدودية على إيقاع التهديدات للبنانيين.
الرئيس السابق للوفد اللبناني المفاوض في ملف الترسيم البحري العميد المتقاعد بسام ياسين يؤكد لـ “الديار” أن “هذا الواقع من التصعيد ومن التهويل بالحرب وبسيناريوهات تتحدث عن اجتياح بري للجنوب أو من محاور أخرى وفق ما هو متداول في الفترة الأخيرة، يندرج في اطار الضغط الاسرائيلي على لبنان منذ عشرة اشهر، فالجبهة المفتوحة على كل الاحتمالات وان كنت استبعد ان يحصل اي تطور عسكري ذات طابع دراماتيكي قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، لانهم يتسلون اليوم بالضفة الغربية لأن واشنطن لن تسمح باي انزلاق نحو الحرب، وبالتالي ما من ضوء أخضر أميركي لإسرائيل بشن اي حرب على لبنان والتي من الممكن ان يجر المنطقة كلها إلى الحرب”.
لكن هذا الواقع، وفق العميد ياسين لا يلغي ان “احتمال الأستهدافات والاعتداءات العنيفة والتصعيد الأكبر الذي نشهده في هذه المرحلة ولكن اي احتمال لحرب فعلية كالاجتياح البري على سبيل المثال سواء من الحدود اللبنانية مباشرة على كامل هذه الحدود او من الجولان المحتل باتجاه لبنان فهو احتمال لن يتحقق ان لم يكن هناك اي دعم أميركي بالقرار والسلاح والعتاد”.
ولذلك فإن “الضغط الاميركي على إسرائيل لمنع اتساع الحرب ما زال فاعلاً”، يؤكد العميد ياسين خصوصاً وان “الادارة الاميركية الحالية لا تستطيع الانخراط في الحرب كبيرة، علماً ان الاميركيين لن يتركوا الاسرائيليين ليخوضوا اي حرب منفردين، وبالتالي فان اسرائيل تريد ان تنتظر الادارة الجديدة في البيت الابيض، وعليه فإن الحرب غير واردة وان كانت المناوشات سوف تستمر وفق ماهو حاصل حالياً”.
وعن ارتفاع وتيرة العدوان الاسرائيلي في الآونة الأخيرة، يقول العميد ياسين ان “نتنياهو لن يقدم على اي خطوة تصعيدية من دون الدعم المادي الاميركي فاليهود تجار ولا يقدمون على اي خطوة قد تكون من حسابهم”.
ورداً على سؤال حول الجولات التي تقوم بها القيادات العسكرية الاميركية في المنطقة كقائد المنطقة الوسطى في المنطقة إلى شمال إسرائيل في الأسبوعين الماضيين، يرى العميد ياسين أن “المسؤولين القيادة الاميركية الوسطى كانوا في السابق يزورون لبنان ويقومون بجولات ميدانية، وهذه الجولات تأتي في اطار معاينة الأوضاع الحدودية عند استلام اي قيادة جديدة مسؤولياتها، ولذلك ليس من الضروري ان تكون اي زيارة للقيادة الوسطى الاميركية إلى شمال إسرائيل مؤشراً على عملية عسكرية اسرائيلية ضد لبنان، لأن القائد السابق قد زار لبنان وتفقد الجنوب وليس من الضروري ان يعني ذلك ان لبنان سيشن هجوماً على اسرائيل”.
ومن هنا، يشدد العميد ياسين على “عدم الذهاب إلى تأويلات وتحليلات لا تستند إلى اية معطيات او وقائع جدية، لانه بالنتيجة، واذا كانت الحرب ستحصل فمن المؤكد أن اميركا ستكون شريكةً في هذه الحرب، لان اسرائيل لن تشن حرباً دون دعم أميركي مطلق وهذا الدعم ليس متوفراً لغاية حتى الساعة”.
ويركز العميد ياسين رداً على سؤال حول دلالات مغادرة حاملة الطائرات الاميركية روزفلت المنطقة، ان “الأشهر القليلة المقبلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية، لن تشهد اي تصعيد يصل إلى مستوى الحرب، وما يحصل هو اعتداءات والمزيد من الخسائر والضحايا”.
وعلى صعيد آخر وبالنسبة للتحركات التي يقوم بها العسكريون المتقاعدون للحصول على حقوقهم المشروعة، يوضح العميد ياسين ان “التواصل مستمر وقد عقد اجتماع من اجل توحيد الجهود مع قيادة الجيش ورابطة العسكريين المتقاعدين ، والأجواء ايجابية بما يتعلق بالتعاون لتحقيق الاهداف المستقبلية، وفي الوقت الحاضر فان قيادة التجمع هي التي تتخذ القرار ولكن ما من تشنج او سلبية في الاجواء، بانتظار التعديلات التي ستحصل قبل رفع الموازنة إلى مجلس النواب، وفي النتيجة سيحصل لقاء بعد اعداد دراسة مشتركة بين قيادة الجيش والرابطة وتجمع العسكريين، وسيكون لقاء مع رئاسة الحكومة وسيتم وضع المطالب في صيغة مشتركة ونعرض امكانية تطبيقها والتي سيكون عنوانها احترام كرامة العسكر في الخدمة الفعلية والمتقاعدين”.