Site icon IMLebanon

هل تنسف حادثة الكحالة اتفاق ميرنا الشالوحي-حارة حريك؟ 

 

من الكحالة الى جسر الباشا مرورا بعين ابل، وما بين كل ذلك من احداث “مستورة”، في ظل غياب شبه تام للحركة “السياسية” الرئاسية، قفز الامن الى الواجهة من جديد، ليعيد عقارب الساعة السياسية الى الوراء، في عملية خلط اوراق غير مفهومة، وان “طالت” شظاياها اكثر من مرشح رئاسي، تزامنا مع الكلام عن خرق جدي يعمل عليه على جبهة ميرنا الشالوحي – حارة حريك لكسر الجمود اللاحق بملف الشغور في بعبدا.

 

فحادثة الكحالة وبعيدا عن وقائعها الميدانية، تشير مصادر مطلعة، الى انها تركت تداعيات سياسية كبيرة في لحظة حرجة ودقيقة، فرملت الاندفاعة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، حيث اضطرت البياضة الى مجاراة الشارع، فكانت تصريحات القيادات العونية اللافتة، خصوصا ان اليتار اعتبر نفسه مصابا بما حصل.

 

وعلى الجهة المقابلة رات المصادر ان ثمة من اراد الاستفادة من الجو المحقون للتصويب على قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي لا شك بالنسبة لمن يعتبره مرشحا ثالثا قد اصيب بنكسة، علما ان الحقيقة في مكان آخر، ذلك ان تعليمات اليرزة للعناصر العسكرية كانت واضحة ودقيقة بالتعامل بحكمة وروية مع الامور منعا لتفاقمها وتطورها، بعيدا عن اي حسابات سياسية، وقد نجحت القيادة العسكرية في “لملمة” الوضع، خصوصا ان كل الاطراف تجمعت حول تحميل الدولة، اي المؤسسة العسكرية، جزءا من المسؤولية.

 

وليكتمل المشهد، في ظل الاحتقان القائم، اصيبت سيارة وزير الدفاع الوطني بالرصاص خلال مرورها في منطقة جسر الباشا – الحازمية، تزامنا مع سقوط الرصاص الكثيف في المنطقة والذي مصدره موكب التشييع في الضاحية، ما اثار بلبلة كبيرة، في انتظار جلاء الحقيقة، واعاد الى الواجهة السؤال الكبير عما اذا كان شبح الاغتيالات قد عاد الى لبنان بعدما كانت قد طويت هذه الصفحة “بهدنة” طويلة ملأ فراغها الانهيار السياسي والاقتصادي والمالي في البلاد؟

 

في كل الاحوال تشير المصادر الى ان احداث الساعات الاخيرة، سمحت للمصطادين بالماء العكر بين البرتقالي والاصفر للنفاذ وتنفيذ هجمة مرتدة غير مباشرة ضد رئيس التيار الوطني الحر على خلفية ما اعلنه في مؤتمره الصحافي عن اتفاق مبدئي مع حزب الله حول الرئاسة.

 

واعتبرت المصادر ان الحظ السيئ أدى دوره مع رئيس التيار الوطني الحر، الذي حاول اللعب على اكثر من خط، لكسب الوقت، فانقلب السحر على الساحر، اذ بات محرجا بعد ما حدث في الكحالة الى حسم موقفه، اما بالذهاب الى الامام في اتفاقه مع الحزب، واما الى التراجع عن الاتفاق المبدئي الذي انجز.

 

وتابعت المصادر بان التيار بدا اساسا محرجا في الساحة المسيحية، لذلك كان الاتفاق مع حزب الله خلال جولات التفاوض، على آلية واضحة لاعتمادها، تقضي بان تقدم ميرنا الشالوحي تصورا مكتوبا حول اللامركزية الادارية والمالية، وخارطة طريق حول الصندوق المقترح وكيفية تكوينه وطريقة عمله، على ان يقر كل ذلك بقانون في المجلس النيابي، على ان يتوج الامر بانتخاب رئيس للجمهورية، يمكن ان يكون سليمان فرنجية، على ان ترعى هذا الاتفاق “خماسية باريس”، وفقا للتيار.

 

فهل ينفذ التيار “بريشه” ويهجم الى الامام؟ ام يتراجع امام ضغط الشارع؟ الايام القليلة المقبلة كفيلة بتبيان الخيوط البيضاء من السوداء، رغم ان اصحاب نظرية المؤامرة مصرون على ان ثمة مايسترو يحرك الساحة ويضبط ايقاعها الفوضوي المدروس.