عقدة الحوار المسبق التي وضعها حزب الله كشرط لإجراء الانتخابات الرئاسية،والتي كررها حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري،لدى استقباله سفراء دول اللجنةالخماسية مؤخرا،والتي كانت السبب الأساس الذي عطّل الانتخابات الرئاسية منذ أكثر من أربعة عشر شهرا، بعدما رفضت المعارضة الانصياع لهذا الشرط المخالف للدستور،اضاف اليها الحزب شرطا آخر ، وهو وقف حرب غزّة اولا ، قبل البحث بملف الانتخابات الرئاسية ، لأنه منشغل حاليا ومنذ عملية طوفان الأقصى، بمشاغلة الجيش الاسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، لتخفيف الضغط عن الشعب الفلسطيني في غزة، ولا وقت لديه حاليا للاهتمام بملف الانتخابات الرئاسية، كما هي حال الدول الصديقة والشقيقة التي تهتم بتسهيل وتسريع انجاز الانتخابات، لانها تركز حاليا على انهاء حرب غزّة ايضا كما يروج ،ولذلك يحتمل التأجيل لوقت اضافي.
شرط اجراء الحوار المسبق قبل إجراء الانتخابات الرئاسية،أبلغه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لسفراء دول اللجنةالخماسية،وشرط وقف حرب غزّة اولا،أبلغه الحزب لكل من راجعه بفتح ملف الانتخابات الرئاسية،او بالواسطة لمن يعنيهم الامر.
وهكذا خرج سفراء دول اللقاء الخماسي من لقائهم مع بري، بانطباع تشاؤمي مفاده ان ابواب ملف الانتخابات الرئاسية مقفلة في الوقت الحاضر، بفعل الشرطين المطروحين،ومؤجل لحين انتهاء حرب غزّة ووقف المواجهة المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية ،بالرغم من تعميم الاجواء الواعدة والمفيدة عن لسان رئيس المجلس النيابي بعد اللقاء ، والتي لم تعكسها بالمقابل مواقف معظم سفراء اللجنة الخماسية.
تباطؤ حركة السفراء بعد لقائهم مع بري، يؤشر الى احد امرين، إما التوجه لاجراء مزيد من المشاورات مع دولهم وبين بعضهم البعض، وحتى مع ايران، لتذليل الشرطين العقدتين، لاعطاء زخم للقاءاتهم مع باقي الاطراف السياسيين وتحقيق الهدف الذي تسعى وراءه اللجنة، وهو اجراء الانتخابات الرئاسية، وإما التلكؤ المتعمد في استكمال جولاتهم المرتقبة على السياسيين المعنيين في وقت لاحق، لاستهلاك مزيدا من الوقت،ريثما تتكشف مواقف الحزب وحلفائه بعد جلاء نتائج حرب غزّة والمبارزة الاقليمية والدولية بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها مع النظام الايراني واذرعه بالعراق وسوريا واليمن.
وفي كل الاحوال،لا تبدو طريق مهمة سفراء دول اللجنة الخماسية، ميسَّرة استنادا، لبدايات تحركها مع رئيس المجلس، ما يعني ان استكمال مهمتها قد يكون صعبا او حتى مستحيلا،إذا لم تواكب تحركاتها بتفاهمات اقليمية،لا تبدو متوافرة في الوقت الحاضر، ويبقى ملف الانتخابات الرئاسية بانتظار التفاهمات المطلوبة.