Site icon IMLebanon

الغوغائيون يسيئون الى القدس  

 

المشهد الذي طلع به علينا فريق من المتظاهرين، أمس، في محيط السفارة الأميركية في عوكر أقل ما يُقال فيه أنه مُدان بأعلى أنواع الإدانة… خصوصاً إن المناسبة هي للتضامن مع القدس وليست لتدمير بيروت أو عوكر أو…

 

وهي مناسبة للتنديد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وليست للإساءة الى الرئيس اللبناني الجنرال ميشال عون وحكومة الرئيس سعد الحريري.

وهي للتصدي (حيث يجدي التصدي) لجيش الإحتلال الإسرائيلي ولقوى أمن العدو وليست للإعتداء على الجيش اللبناني وقوى الأمن اللبنانية.

وهي مناسبة للتعرّض لمصالح العدو الإسرائيلي وليس للتعرّض لمصالح الناس العاديين، الطيبين، المتضامنين مع قضية فلسطين عموماً والقدس تحديداً أكثر من معظم الغوغائيين الذي عملوا أمس على التخريب والتدمير في تلك المنطقة من ساحل المتن الشمالي.

وهي مناسبة لإبراز العضلات في المواجهة داخل فلسطين المحتلّة وليس لتحويل ساحة عوكر الى … ساحة حرب!

… وإن المشهد الذي طلع به علينا أمس الغوغائيون والمضللون والمنفوخون بالشعارات الفارغة التي سقطت بفضل الغوغائية السخيفة لم يكن جائزاً أن يكون… وليس جائزا ان يستعاد ويُكرّر في أي وقت لاحق مهما كانت الظروف والموجبات.

لقد سبق هذا المشهد المدان توجه تظاهرة سلمية للجماعة الإسلامية الى عوكر… فحققت أهدافها بحضارية ونظام وأخلاقية، وبالتأكيد أوصلت الرسالة (حول القدس) الى من يعنيهم الأمر، بينما لم يوصل الغوغاء سوى الخيبة لتظاهرتهم والقيمين عليها…

ماذا أراد أن يقول هؤلاء الغوغاء، بإسلوبهم المدان، أكثر مما قاله رئيس الجمهورية ميشال عون، أو مما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو مما قاله رئيس الحكومة سعد الحريري، أو مما قاله مجلس  النواب مجتمعاً في الجلسة الطارئة، أو مما قاله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الإجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة؟!.

أهكذا يخدمون القدس؟

أبتدمير المناطق اللبنانية تقدم الخدمة الى قضية القدس أو ترانا نحقق أهداف الإسرائيلي، والأميركي أيضاً إذا شئتم؟!

وهل بتحويل المناطق اللبنانية الآمنة الى ساحة حرب نخدم القدس، وأساساً القضية الفلسطينية؟!.

ولا ينقص سوى أن يتحول الغوغائيون الذين مارسوا الشغب أمس الأحد الى أبطال!

وأن يتحوّلوا الى شهداء رأي أحياء!

وأن ينبري حاقدون ومنافقون الى إعتبار ان ما جرى أمس، هو تعبير عن الرأي بالممارسة.

أو أن يعتبر آخرون التكسير والتخريب والحرائق في عوكر «بابا إلزامياً» للدخول الى القدس!

كفى!

وآن الأوان لتحكيم العقل، إذا كانت ثمة ذرات منه لا تزال موجودة.

كفى!

وآن الأوان لتحصين أمن اللبنانيين، علماً وأنّ السلطة القائمة في لبنان لا يمكن (وبالتأكيد لا يجوز) أن يزايد عليها أحد في قضية فلسطين وفي مسألة القدس وفي مسائل وقضايا النضال الوطني عموماً.

وليكفّ المزايدون والمنافقون والغوغائيون عن تصرفاتهم…

ومرحى للتظاهر من أجل القدس! التظاهر وليس التخريب! خصوصاً ان رجال الجيش والأمن ليسوا مكسر عصى لأحد! ومصالح الناس ليست سائبة!