Site icon IMLebanon

هواجس المُرتابين في مبادرة “الاعتدال”

 

 

يرفض تكتل الاعتدال الوطني الاعلان عن فشل مبادرته الرئاسية، على الرغم من المعوقات التي تعترضها، وهو يصرّ على إعطائها كل الفرص الممكنة محاولاً «التحايل» على «الشيطان» الذي يتلطى خلف تفاصيلها، فيما يسود اوساط سياسية تشاؤم حيال المصير الذي ستنتهي اليه مهمة «التكتل».

بالنسبة إلى البعض، فإنّ تكتل الاعتدال يُكابر في موقفه ويعاند الحقائق السياسية وبالتالي يصرّ على الهروب الى الامام والتصرف كالنعامة، في انتظار ان يستسلم للأمر الواقع عاجلا أم آجلا بعدما يرتطم به.

 

أما البعض الآخر من المتحمسين للمبادرة، فيفترض ان «التكتل» يتصرف بمسؤولية وطنية تدفعه الى عدم الرضوخ للصعوبات التي تعترضه والى التمسّك بمسعاه من أجل تأمين نصاب سياسي لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا يسجل له وليس عليه، خصوصا انه يكاد ان يكون الطرف المحلي الوحيد القادر على الوصل والربط بين الجزر السياسية المتنازعة.

 

لكن وبمعزل عن الأحكام المسبقة، سواء مع او ضد، تكشف كواليس النقاش بين «الاعتدال» وإحدى الكتل النيابية وجود هواجس عدة حيال دوره.

 

ووفق المعلومات، توجّه نواب تلك الكتلة الى وفد «التكتل» خلال اجتماعهم معه بأسئلة محددة لم ينالوا بعد أجوبة عنها، ومن بينها: من سيدعو إلى الحوار أو التشاور؟ فقيل لهم ان المطروح هو التداعي اليه، الأمر الذي لم يَلق قبول النواب الحاضرين، فيما علّق أحدهم على هذا الطرح بنوع من السخرية في الغرف المغلقة قائلاً: إنه حوار رُب صدفة خير من ألف ميعاد! صحيح انه لا يوجد في هذا البلد احترام للدستور والقانون، ولكن ان يتم أيضا تجاوز الحد الأدنى من الأصول فهذا غبر مقبول، إذ كيف نتداعى كيفما اتفق الى الحوار وكأنه ليس هناك من رئيس للمجلس ونائب رئيس وامانة عامة؟

السؤال الثاني الذي طرحته مجموعة النواب كان حول من سيُدير الحوار أو التشاور؟ فأتى الرد بأنّ من سيتولى إدارته هو أحد أعضاء «التكتل» او النائب الأكبر سناً، وهذا لم يلق كذلك استحسان النواب الموجودين.

 

الا انّ السؤال الأهم ارتبط بآلية جلسة الانتخاب، حيث أكد «التكتل» للنواب المُستفسرين عنها بأن الرئيس نبيه بري وَعَده بعدم الخروج من الجلسة حتى ولادة الرئيس، فهل يمكن أن نأخذ منكم وعداً مماثلاً؟

 

اعترض النواب المشاركون في الاجتماع على هذه المقاربة، معتبرين ان الانسحاب هو حق دستوري وديموقراطي لا يمكن التنازل مسبقاً عنه.

 

ولاحقاً، زار نائب من الذين حضروا اللقاء مع تكتل الاعتدال، الرئيس بري واستفسَر منه عما اذا كان قد التزم حقاً أمام «التكتل» بالامتناع عن الانسحاب من الجلسة الانتخابية المفترضة، فأوضح انّ هناك ورقة مكتوبة تتضمن ما تم الاتفاق عليه بينه وبين «التكتل» وهي لا تلحظ شروطا مسبقة على اي صعيد، كما سمع الزائر من بري انه هو من سيترأس الجلسة ويديرها.

 

بناء على كل هذه المؤشرات، يؤكد احد نواب الكتلة «المُرتابة» عدم ارتياحه الى حصيلة اللقاء مع تكتل الاعتدال، كاشفاً انه ليس مستعدا للمشاركة في الحوار أو التشاور وفق الاقتراح الذي سمعه، متسائلاً: كيف لنا أن نذهب إلى مأدبة، من دون ان نعرف محتوى لائحة الطعام ولا من سيكون الطبّاخ ولا هوية صاحب الدعوة؟

ويضيف النائب إيّاه: اننا نرفض استخدامنا جسراً لكي يمرروا الرئيس الذي لا نريده، والحوار كما هو مطروح يشكل لعبة خطرة.