Site icon IMLebanon

المبادرة “الإعتداليّة” تكسر الجمود… و”الخماسيّة” تستوضح نقاطها! بري لبعض سفرائها: أسير بما يطرحه تكتل “الإعتدال الوطني”

 

 

على وقع نار غزة وجبهة الجنوب المشتعلة، والسباق المحموم بين الجهود الديبلوماسية واصوات الحرب والدمار والمعارك، وفي عز الجمود السياسي الداخلي ، كسر تكتل “الاعتدال الوطني” الرتابة التي تسيطر على المشهد المحيط بملف انتخابات رئاسة الجمهورية، ونجح اقله حتى الساعة بانتزاع مواقف من نواب وممثلين لكتل كانت ترفض مبدأ الحوار من الاساس. يدرك تماما اعضاء تكتل “الاعتدال”، الذي بات اليوم يشكل “بيضة قبّان” يعوّل عليها كثر داخل المجلس النيابي لاستمالة الدفة باتجاه هذا المرشح او ذاك ، أن حراكه قد لا يثمر رئيسا في المدى القريب، لكن مجرد اخذ المبادرة والتحرك باتجاه الجميع من دون اي استثناء، حتى سفراء “الخماسية”، فهذا دليل على مدى اهتمام اللجنة بمبادرة “الاعتدال”. فكيف بدأت هذه المبادرة وهل ستكلل بالنجاح؟ وهل ينجح “الاعتدال” الشمالي الهوا حيث فشل الآخرون؟

 

المعلومات من مصادر موثوقة تكشف بان التكتل اصر ان يبدأ حراكه من عين التينة، حيث دوائر القرار والتنسيق الشيعي – الشيعي بامتياز، فاجتمع بداية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان اكثر من منفتح على ما يطرحه اعضاء التكتل. وتشير المصادر الى ان بعض الاعضاء فوجئوا بمدى ايجابية بري، الذي ابلغهم بانه يسير بالمبادرة، مع علمهم الشديد بان ديبلوماسية بري هي التي قد تكون دفعته لابداء ايجابية كلامية، قد لا تكون مقرونة بفعل على ارض الواقع، لكن ما فاجأ التكتل ودفعه الى التأكد من ان بري فعلا مؤيد لما يطرحه هو ما اكده مصدر متابع بان بري ابلغ سفيري مصر والسعودية خلال زيارتهما الى عين التنية ، كل على حدة، بما مفاده ” ان بري أسير بما يطرحه تكتل الاعتدال الوطني”.

 

وانطلاقا من هنا، اخذ التكتل على عاتقه الاستمرار بالمهمة حتى النهاية، فباشر اخذ المواعيد من ممثلي الكتل والنواب المستقلين للقائهم وشرح مبادرته ، مع الاشارة الى ان اعضاء التكتل يصرون على تقسيم المهام في ما بينهم والاجتماع بممثلي الكتل، وبالتالي ليس من الضروري ان يكون كل اعضاء التكتل متواجدين في الاجتماع نفسه.

 

وبالفعل ، باشر التكتل اجتماعاته فعقد لقاءات وصفت بالايجابية، اذ تشير اوساط متابعة لجو هذه اللقاءات الى ان الاجواء عند باسيل كانت ممتازة، لا سيما انه ابدى كل ايجابية بالانفتاح على الحوار بالشكل الذي يطرحه التكتل كما على بقية خطوط المبادرة.

 

كما في ميرنا الشالوحي هكذا كانت الاجواء ولو كلاميا في معراب ، حيث ابدى جعجع الرافض اساسا لمبدأ الحوار، انفتاحا عبّر عنه بكلمته منذ يومين باعلانه موافقته على المبادرة التي طرحتها “الاعتدال”، والقائمة على مبدأ لقاء نواب من كل الكتل في المجلس للمطالبة بجلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، تؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية. والاهم في ما قاله جعجع انه تبلغ من التكتل بان بري وافق عليها.

 

الجو في الصيفي لم يكن بعيدا عن اجواء معراب وميرنا الشالوحي، اذ اكدت المصادر بان رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل ابدى ايضا انفتاحه وتأييده لما يطرحه اعضاء التكتل.

 

وفيما تؤكد المعلومات ان جولة “الاعتدال” لن تشمل فقط ممثلي الكتل ، انما مختلف النواب المستقلين كما سفراء “الخماسية”، تكشف المعلومات بان جدّية المبادرة تنطلق ايضا من اهتمام “الخماسية” بها، اذ علمت “الديار” بانه بعد لقاء التكتل مع بري، وابلاغ الاخير لبعض سفراء “الخماسية” بانه يسير بما يطرحه “الاعتدال”، طلب سفير مصر كما السعودية الاجتماع ببعض اعضاء التكتل للاستفسار منهم عن مضمون المبادرة التي وافق عليها رئيس مجلس النواب، وهكذا حصل اذ شرح اعضاء في التكتل لسفيري مصر والسعودية فحوى المبادرة، على ان يلتقي اليوم احد ابرز العاملين على خط المبادرة، والمعروف بعلاقاته القوية مع سفراء “الخماسية”، امين سر التكتل هادي حبيش السفير الفرنسي للغاية نفسها. كما ان اجتماعات “الاعتدال” ستشمل ايضا رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” سابقا وليد جنبلاط ،كما بكركي التي يزوها وفد من التكتل يوم الثلاثاء.

 

ولكن ماذا عن مضمون مبادرة “الاعتدال”؟ ولماذا يُعطي الفرقاء للتكتل ما لم يعطونه لسفراء “الخماسية”؟ اوساط متابعة توضح بان ما يميّز مبادرة “الاعتدال” عن غيرها، بان مبدأها يقوم على استبدال تعبير حوار “بجلسة نقاشية”، تشمل ممثلين عن الكتل الاساسية والنواب المستقلين، على ان يكون هذا التمثيل فعليا لـ 86 نائبا او اكثر، ما يعني عمليا ان التكتل يحاول الحصول على موافقة مبدئية من 86 نائبا لضمان تأمين نصاب اي جلسة في حال دعا لها بري بدورات متتالية.

 

هذا في اول بند من المبادرة ، اي اجراء جلسة “مباحثات نقاشية” بين ممثلين عن 86 او اكثر من الكتل والنواب، على ان يتم خلالها العمل على اقتراح اسم او 2 او 3 ، شرط الحصول على موافقة من جميع المتشاورين بعدم التغيب عن الجلسة، كما عدم افقاد النصاب في الدورات المتتالية ، وبعدها يتوجه التكتل لبري ويطلب منه تحديد موعد لجلسة بدروات متتالية حتى انتخاب رئيس.

 

وفي حال نجح التكتل، فعندها يكون قد قام بمبادرة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، اذ يكون قد لبى طلب بري بالنقاش الذي كان يطلق عليه اسم “الحوار” ، كما انه لم يكسف فريقا رافضا للحوار لمجرد الحوار، فانتزع منه موافقة على مبدأ “جلسة النقاش”، والمقصود هنا “القوات اللبنانية”، طالما ان “التيار الوطني الحر” كان يبدي من الاساس انفتاحا على مبدأ الحوار، شرط تحديد آلية واضحة، له لا ان يكون على قاعدة طاولة مستديرة مع رئيس ومرؤوس.

 

على اي حال وبالانتظار، فالاكيد ان تكتل “الاعتدال” نجح، ولو من حيث لم يكن يتوقع ذلك، بانتزاع مواقف كانت رافضة للحوار بالمطلق، من دون الخوض بعد باسماء المرشحين. علما ان بعض الاجواء تشير الى احتمال ان تصطدم مبادرة “الاعتدال الوطني” القائمة على الاتفاق اولا على آلية الانتخاب مع ما تطرحه “اللجنة الخماسية” من مواصفات مطلوب توافرها بالرئيس المقبل.

 

لكن في كل الاحوال يسجّل لتكتل “الاعتدال” اخذه المبادرة والاستمرار بها حتى النهاية، اذ يختم مصدر في التكتل بالقول : “لاحقين الكتل للآخر لنشوف لنبني على الشيء مقتضاه”.