عودة الزخم إلى الملف الحكومي ترفع منسوب التفاؤل
وتوقّعات بحلّ عقدة حقيبة «المردة» إيذاناً بالولادة
يُتوقع أن يشهد قصر بعبدا و«بيت الوسط» في الساعات المقبلة سلسلة مشاورات واتصالات تتصل بعملية تشكيل الحكومة بعدما استعاد الملف حيويته، في ضوء مؤشرات إيجابية قد تفضي الى حلحلة العِقد التي لا تزال موجودة وأبرزها ظاهرياً ما يتصل بحصّة تيار «المردة» الذي يمكن أن يقبل في نهاية المطاف بحقيبة التربية والتعليم العالي، بعدما يكون التقى الرئيس المكلّف سعد الحريري رئيس مجلس النواب نبيه برّي وبحث معه في سُبل تعبيد الطريق أمام الولادة الحكومية، إذا كان برّي راضياً عن حصته في التشكيلة العتيدة.
وإذا كان قانون الستّين قد اقتحم المشهد الداخلي وبقوّة بعد مواقف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق فإنّ انزعاج برّي من كلام المشنوق واتّهامه تيار «المستقبل» بأنّه يعمل لإجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون النافذ، سيرخي بثقله على المشاورات المستمرة من أجل تشكيل الحكومة ويزيد من الهوّة بين رئيس المجلس ورئيس الحكومة المكلّف، وما إذا كان ذلك سيراكم السلبيات على طريق عملية التأليف ويجعل الرئيس برّي أكثر تمسكاً بمطالبه الوزاريّة والإصرار على حقيبة الأشغال والنقل.
وعلمت «اللواء»، أنّه ستكون لرئيس الجمهورية ميشال عون لقاءات تصبّ في إطار تسهيل الولادة الحكومية وبما يتصل تحديداً بمعالجة عقدة تيار «المردة»، من دون استبعاد زيارة قد يقوم بها في نهاية الأسبوع الرئيس الحريري للقصر الجمهوري للتداول مع الرئيس عون في آخر مستجدات الملف الحكومي، سعياً لإنجاز التوليفة الوزاريّة قبل الأعياد، سيّما وأنّ قانون الانتخابات النيابيّة بدأ يشكّل عامل ضغط قوياً على المشهد السياسي، وبالتالي لا بدّ من الإسراع في تشكيل الحكومة، في حين عُلم أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي أجرى بعد عودته الى بيروت اتصالين هاتفيين بمدير مكتب الرئيس المكلّف نادر الحريري والمعاون السياسي للرئيس برّي الوزير علي حسن خليل، تركزا على الوضع الحكومي، ستكون له سلسلة اتصالات مع قيادات سياسية، بحثاً عن مخارج للأزمة الحكومية وتفادياً لمزيد من المماطلة في إطار السعي لإخراج الحكومة الى النور في مهلة قريبة، لأنّ التأخير سيقود الى مضاعفات لن تكون في مصلحة أحد.
ولهذا توقعت أوساط نيابية قريبة من «بيت الوسط»، كما أبلغت «اللواء» أن تسفر المشاورات الجارية عن حلّ مقبول لتشكيل الحكومة لتكون بمثابة عيديّة في الأيام المقبلة، خاصةً وأنّ الرئيس المكلّف يجهد لأن تُؤتي جهوده ثمارها المرجوّة في أسرع وقت، بعد تجاوز المطبّات التي حالت حتى الآن من حصول التوافق على حكومة الـ«24» التي استقرّ الرأي عليها بدلاً من «الثلاثينيّة».