Site icon IMLebanon

الوحش

مجلس الامن الدولي يدين إيران لأنها تنتهك القانون الدولي بإرسالها أسلحة الى ميليشيات عراقية.

وكذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تنديده بإقدام إيران على اطلاق صاروخ بالستي، وقال إنّ هذا العمل لا يتفق مع روح الاتفاق وخطة العمل المشتركة بين إيران والدول الكبرى، وإنّ عمليات إطلاق الصواريخ تزيد من حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

في المبدأ هذا كلام جميل، ولكن السؤال الذي نوجهه الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومساعده السفير جيفري فيلتمان هو: ماذا عن السلاح والمال الذي يتلقاه «حزب الله» من إيران؟ وهو ما أعلنه مباشرة، عبرشاشة التلفزيون، غير مرة سماحة الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله لكي يبرر عدم تعامله مع المصارف اللبنانية.

أجل، ماذا عن هذا المال وهذا السلاح الذي يتدفق من إيران إلى «حزب الله»؟

هذا أولاً.

ثانياً: هل تستطيع الولايات المتحدة الأميركية أن تحدد من الذي أعطى السماح لإيران لتوريد السلاح والمال الى «حزب الله»؟ والسؤال الأهم: إذا امتنعت أو توقفت إيران عن إعطاء «حزب الله» السلاح والمال فماذا يحدث لـ«حزب الله» وهل هناك بعدها من حاجة للتشدّد على البنوك اللبنانية ومضايقتها بذريعة انها تفتح حسابات لقيادات في الحزب، أو انها تمد الحزب بالمال؟!.

فعلاً لم يمر في التاريخ أن ارتكبت دولة عظمى هذا الكم من الأخطاء… ومن دون أي مساءلة أو رادع، نعرف أنّ قدرة أميركا على الخسارة كبيرة لا بل كبيرة جداً، ولكن اللعب بالملف الارهابي شيء خطير… وإذا ظن الاميركيون أنهم يحققون أهداف إسرائيل بتدمير العالم العربي، خصوصاً بافتعال الفتنة بين سُنّة وشيعة نقول لهم وبكل وضوح إنّه سيأتي اليوم الذي يندمون فيه على أفعالهم…

وأمّا رعايتهم الفتنة فلا شك سترتد عليهم… وهذا ما يجعلنا نتذكر أسطورة ذلك الرجل الذي تبنّى وحشاً وأقامه في رعايته… وعندما كبر هذا الوحش انقض على صاحبه والتهمه!..