Site icon IMLebanon

شهرُ العواصف… من الطقس  إلى النفايات

تُنبئ مراكز الأرصاد الجوية بأن شهر كانون الثاني، أو ما تبقَّى منه، سيشهد عاصفتين ثلجيتين، الأولى تبدأ في 18 منه أي الإثنين المقبل، والثانية في 26 أي في الأسبوع الذي يليه، إذاً اللبنانيون أمام النصفِ الثاني من كانون الثاني مع عاصفتين طبيعيتين، فماذا عن العواصفِ السياسية والبيئية والحكومية؟

قطوع الحوار مرَّ بشقيّه:

الحوارُ الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله، والحوار الموسَّع بين مختلف الأفرقاء، وهذا الحوار أُنجز أمس، ومن وظائفه أصلاً تبريد الاجواء، لكن العاصفة الكبرى ستكون الخميس المقبل مع الجلسة التاريخية لمجلس الوزراء! نقول تاريخية لأن حمولتها من بنود جدول الأَعمال لم تصل إلى الرقم الذي هي عليه، في كل تواريخ مجالس الوزراء في التاريخ اللبناني.

أكثر من ألفِ بند أصبحت متراكمة، لكنها بالتأكيد لن توضَع كلها على جدول الأَعمال، بل ستتم عملية غربلة لها بحيث لا تتجاوز البنود التي سيبحثها مجلس الوزراء المئة بند أو أكثر بقليل. مسكينٌ هذا الشعب، عشرة في المئة من قضاياه المُلحة سيبحثها مجلس الوزراء! مئة بند من أصل ألف، وإذا اختلفوا في مجلس الوزراء فإن ال 900 بند المتبقية ستعود إلى رفوف الإنتظار، متى ينتظم عمل السلطة التنفيذية؟

هذا من أسرار الآلهة ومن معرقلي الإنتخابات الرئاسية التي من دونها لا إمكانية لهذا الإنتظام. ولكن إلى أن تنضج الصفقة أو التسوية فإنَّ ملفاتٍ ملحة تنتظر البت فيها لأن اللبناني لم يعد يستطيع تحملها.

الملف الملحّ الأبرز هو ملف النفايات، في هذا الأسبوع تمر الذكرى السنوية الأولى لقرار مجلس الوزراء إقفال مطمر الناعمة في غضون ستة أشهر، على أنّ تكونَ هذه المهلة فترة كافية لوزير البيئة لتحضير البدائل.

يوم 17 كانون الثاني 2015 كان يوماً تاريخياً بامتياز، والذكرى الأولى له ستكون فضائحية بامتياز انطلاقاً من المعطيات التالية:

كيف وصلنا إلى الترحيل؟

وهل كانت كلُّ الخيارات المطروحة من قبل لتقطيع الوقت؟

وهل الملايين التي دُفعت لاستصلاح بعض المطامر في عكار وغيرها ذهبت هدراً؟

إذا كان الترحيلُ هو الخيار المتبقّي فكيف رسا على شركتين، بريطانية وهولندية، ثم على شركة واحدة هي البريطانية؟

أين القطبة المخفية؟

مَن يقف وراء ترحيل الشركة الهولندية للإبقاء على البريطانية؟

هل كان شخصٌ واحدٌ وراء الشركتين ففضَّل الإستغناء عن واحدة للإبقاء على أخرى؟

ما هي حكاية سيراليون التي قيل إن النفايات ستُرحّل إليها؟

لماذا تم اختيار بلدٍ يفوق لبنان في الفساد؟

هل لأنه يفتقر إلى التعليم حيث تبلغ نسبة غير المتعلمين فيه 66 في المئة؟

هل لأنه من الدول الأكثر فقراً في العالم حيث نسبة الفقراء تتجاوز السبعين في المئة؟

هل لأنه في المرتبة 120 في لائحة الفساد في العالم؟

لا شك في أنَّ مَن اختارَ سيراليون عرف ماذا يفعل، لقد اختار بلداً لن يعترض، لكن ما فاته ان الرأي العام والإعلام بدأ يتحرَّك، ما يعني ان خيار سيراليون قد يسقط، فعندها ماذا ستفعل الحكومة، وأين الشفافية بعرض كل التفاصيل على الرأي العام المهتم جداً أولاً بصحته، وثانياً بجيبته الفارغة أساساً.