Site icon IMLebanon

أجهزة ولاعبون داخليّون وإقليميّون يحرّكون الشارع .. وتخوّف من الأخطر

 

يعيش لبنان أخطر مرحلة مرّت عليه، لا سيما على المسارات الإقتصادية والمالية والإنهيار المعيشي والإجتماعي، وسط معلومات تتداولها مراجع سياسية عن أشهر مقبلة توازي في خطورتها وصعوباتها ما يحصل اليوم، وذلك لجملة اعتبارات محلية وخارجية تدخل في معظمها في سياق تصفية الحسابات بين الأطراف اللبنانية، وصولاً إلى إعادة تكوين المنطقة جيوسياسياً من العراق إلى ليبيا، وما يمكن أن يحدث لاحقاً على الصعيد الفلسطيني، وما ستقدم عليه الحكومة «الإسرائيلية» التي قد تقوم بعدوان على غزّة لتقديم نفسها للمجتمع «الإسرائيلي» بأنها قادرة على الإمساك بالوضع الأمني وحماية «الإسرائيليين»، ومن ثم ما سيحدث لاحقاً بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بعد عملية تبادل الأسرى الأربعة بين البلدين، وانعكاس ذلك على الوضع في الخليج، ومن ثم على الصعيدين السوري واللبناني، باعتبار أن حضور ودور طهران على هاتين الساحتين.

 

أما ماذا سيكون عليه الوضع على الساحة اللبنانية، على خلفية هذه الأجواء الإقليمية، تؤكد أكثر من مرجعية، بأن لبنان قد يتحوّل إلى ساحة لتصفية الحسابات في الداخل والخارج، وسيعود منصة وصندوق بريد في خضم التحوّلات الجارية حالياً. ومن المتوقع وفق المعلومات، أن تشهد الأشهر الثلاثة المقبلة عمليـات كـرّ وفرّ في الداخل، و«شدّ حبال» بين المكوّنات المحلية، إن على صعيد المسارات الإقتصادية والمالية، وهنا الخطورة، على صعيد الوضع المعيشي، بحيث هناك صراع قائم بين الدولة وصندوق النقد الدولي، وسط تأكيدات المتابعين، أن لا مصلحة في هذا الموضوع، وذلك لاعتبارات سياسية محلية ودولية. كذلك، أن الصراع السياسي الأهم، سيتمثّل بالإستحقاق الرئاسي، وهذا ما سيحوّل السـاحـة الداخلية إلى حلبة صراع بين الأحزاب، حيث سيُستغلّ ذلك في إطار الكيديات، ولن تقتصر على الشأن المحلي، بل ستتعدّاها إلى المنطقة، خصوصاً حيال ما سيجري في سوريا. وقد يكون لبنان ساحة لكل هذه الصراعات التي من المرشّح أن تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة، لا سيما على الصعيد الحكومي، ربطاً بما يجري من حراك في الشارع وخروج الأمور عن نصابها، بحـيث أن لجم الشارع لن يكون بالسهولة التي يراها البعـض، بل هناك أجهزة وطوابير ولاعبون داخليون وإقليميون باتوا يحرّكون الشارع، وهذا ما يشكّل المخاوف لدى المراجع من أن تخرج الأمور من عقالها، وينزلق الشارع إلى ما هو أخطر من ذلك بكثير.

 

ومن هذا المنطلق، فإن ما يجري في المرحلة الراهنة بين الحكومة ومعارضيها، لن يقف عند الحدود الحالية، بل هو مرشح ليبلغ الذروة، خصوصاً وأن الجميع أصبح محكوماً بسقف الشارع وحراك الناس، وإن كانت الأحزاب الثلاثة المعارضة (القوات لبنانية والمستقبل والتقدمي الإشتراكي) تعلم أن عقبات عدة تحول دون إسقاط الحكومة في الشارع، بحيث أن الفراغ في ظل الأزمة الإجتماعية ينذر بتحويل البلد إلى «كرة نار» ملتهبة لا يمكن أن يتحمّل مسؤوليتها أي طرف سياسي داخلي مهـما كان رصيده الشعبي كبيراً، بالإضافة إلى أن الرئيس سعد الحريري قد أعـلن صراحة أنه لا يريد أن يعـود إلى رئاسة الحكومة لأكثر من سبب مرتبط بشعبيته وظـروفه الحزبية وظروف البلد.