من أبرز عناصر قوة عهد الرئيس ميشال عون استقلالية قراره الوطني السيادي، ومناعته الأخلاقية بحيث لا يستجيب للترغيب، وصلابته الشخصية فلا تصطك ركبتاه في مواجهة الترهيب. وهذه المزايا وفّرت للحكم رؤية متزنة ومتوازنة وواضحة، في الداخل اللبناني، وعلى مستوى العمق العربي للبنان وموقعه الاقليمي، مع فهم عميق للتوازنات الدولية، وعدم الانخداع بألاعيبها أو الوقوع في شباكها. وعنصر القوة الأبرز هو في قاعدة التعامل مع الآخر على أساس السيادة لا التبعية. وعلى الرغم من المتغيرات التي قد تحدث في المدى العربي حتى ولو كانت سلبية تجاه لبنان، فانها لا تغيّر مقدار شعرة من النظرة الايمانية بالعمق العربي للوطن اللبناني، أو الانحراف نحو اصطفافات اقليمية أو دولية تبعد لبنان عن حقيقة انتمائه القومي. وعلى هذه القاعدة يكون التعاون على أساس السيادة والمصلحة المشتركة، واذا تعذر ذلك اليوم، فانه قد يتحقق في مستقبل الزمن الآتي…
انجازات العهد على المستوى الوطني – ما تحقق وما يمكن أن يتحقق مستقبلا – هي جانب مهمّ دون شك، على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها… ولكن الدولة – أية دولة – تبقى قادرة على الاستمرار مع شيء من التعذر في الانجاز، حتى ولو استمر سنوات كثيرة. والأساس هو عنصر القوة المتمثل في استقلالية القرار الوطني ومناعته وصلابته… لا سيما في هذه الظروف المريرة والمصيرية التي تمرّ بها المنطقة العربية، وما يعدّ لها في السرّ والخفاء في المطابخ الدولية بناء لوصفة الشيف الأميركي، وباشرافه! وفي كل يوم تظهر ضحية جديدة في العالم من ضحايا الخداع الأميركي والسياسات الأميركية الفاجرة التي لا تتردد في دوس جثث حتى الحلفاء الذين صدّقوا وعودها، وكان آخرهم مسعود البرازاني رئيس اقليم كردستان العراق الذي تخلّى عن منصبه بعد تخلّي الأميركيين عنه في وقت الحشرة!
هذا العنصر من عناصر قوة العهد في لبنان يبدو مفصليا ومصيريا بالنسبة الى لبنان، وبخاصة في ضوء المخطط الذي يطبخه ترامب للمنطقة ككل باشراف الصهيونية العالمية، وانطلاقا من تصفية قضية فلسطين!