في المنطقة والعالم ينتظرون نتائج الانتخاب الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية أملاً في حلول مستقبلية للمحارق التي تلتهم الأنظمة والشعوب. وفي الداخل الأميركي تتلهف الغالبية من الناخبين لمشاهدة المناظرات التلفزيونية التقليدية بين المرشحين الاثنين اللذين صمدا في الميدان بعد التصفيات المتلاحقة. وليس في بال المواطن الأميركي تأثير هذا الانتخاب على العالم الخارجي، وانما يتابعه في الغالب على أنه أعظم فيلم اثارة في التاريخ، قد يصل عدد متابعيه الى أكثر من مائة مليون نسمة!…
***
في أفلام هوليوود، كما في السباق الرئاسي الأميركي، يظهر البطلان على الشاشة، بينما يبقى المخرج، وهو المبدع الحقيقي ل الفيلم، في الكواليس، أو مجرد اسم على الشاشة. وعنوان هذا الفيلم السياسي الأميركي هو السبب الأول للاثارة لأنه يحمل عنوان الصراع بين بطلين، أي بين المرشحة هيلاري كلينتون واسمها الفنّي في هذا المسلسل هو الفاسدة، والمرشح دونالد ترامب واسمه الفنّي هو المجنون! أما المخرج الذي جعل حبكة معركة الرئاسة تنحصر بين هذين المرشحين تحديداً، فيبقى بعيداً عن الأضواء كالعادة، غير ان اسمه معروف في جميع أنحاء العالم، وساطع أكثر من أضواء هوليوود، وهو الاسم الذي يحفظه الجميع غيباً، أي الكارتل العسكري الصناعي الثقيل، الذي يحرّك الخيوط من وراء الستار، أو من فوق الستار!
***
لأن المحارق في المنطقة هي في الأصل من انتاج هذا الكارتل، فليس من المتوقع أن يكون انتاجه الرئاسي في أميركا خارجاً عن هذا السياق نفسه. وبكلام أوضح، فليس من المنتظر ان تشرق شمس الحلول للأزمات مع اشراقة العهد الجديد في الولايات المتحدة. وشاء المخرج الرئاسي ان يحصر الترشيح بين متنافسين، كلاهما من التفقيس الصناعي للنظام الأميركي، ومن الثقافة السائدة منذ أيام الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وهي ثقافة المحافظين الجدد الذين تتحكّم ايديولوجيتهم بمفاصل الحكم في الادارة الأميركية، من وراء الستار ومن أمامه على المسرح، على حدّ سواء!
***
ليس من المفاجئ أن يفوز المرشح ترامب بالرئاسة في نهاية المطاف، فهو الأقرب لحالة الانحطاط السياسي داخل أميركا وخارجها في العالم. وهو كذلك الأقرب الى تنفيذ المخططات الجنونية المرسومة التي لا يمكن تنفيذها إلاّ على يدي مجنون!