Site icon IMLebanon

الصدع الأخطر للسياديّين!

هبط ذاك الغموض “غير البناء” هبوط الصاعقة على تحالف ١٤ آذار برمزية مزدوجة. فهو التحالف السيادي بالولادة الأصلية التي تلزمه “أبد الآبدين” الحفاظ على ما قام من أجله. وهو الذي وقف في ذكرى الاستقلال للسنة الثانية بلا رئيس عند مشارف الصدع الكبير والأخطر منذ عشر سنوات. ما كان للقاء الرئيس سعد الحريري وزعيم المردة سليمان فرنجية أن يتحول اللغم الأخطر على قوى ١٤ آذار لولا استعادة شبه حرفية لواقعة لقاء الرئيس الحريري والعماد ميشال عون. سيقول كثر من ذوي إنكار الواقع أن التحالف السيادي مر بتجارب كثيرة من هذا المذاق وتمكن من تجاوزها. كان الأمر ليصح لو اتبعت الشفافية المطلقة في مواكبة هذا التطور. كما سيصعب التنكر لتداعيات استثنائية هذه المرة لهذا الحدث على الائتلاف السيادي بذريعة أن تحالف الخصوم أصابه ما أصاب ١٤ آذار، لأن الجميع يدركون بان ثمة فوارق جوهرية تبقي قدرة التماسك لدى تحالف ٨ آذار أقوى وأمتن مما لدى خصومه، أقله لجهة الحذر الشديد الذي يتملك “حزب الله” مما قد يرى فيه دساً للغم مقابل يراد له أن يزعزع تحالفه المعمد بالاستراتيجيات الكبيرة مع الزعيم المسيحي “الأول” لديه العماد عون. ومع ذلك نتساءل عقب أيام شهدت “اجتياحا” اعلامياً حول لقاء زعيمين سياسيين كاد يتحول حدث السنة مهمشاً إحدى أخطر السنوات التي عرفها لبنان والشرق الأوسط بل العالم بأسره: هل هو اللقاء المرتجل بحساباته أو حتى المتعمد لتحريك كل هذا الاضطراب ما تسبب بكل هذا “الخراب السياسي” السريع، أم أن انهيارات سياسية كبرى كانت تعتمل أساساً خلف الأبواب الموصدة فجاء لقاء الحريري وفرنجية بمثابة الصدع المنذر بانفراط العقد؟

أمام هذا المشهد من التداعيات المتصاعدة والمتفاعلة بقوة في “دواخل” التحالفات السياسية يغدو من ذروة العقم الانخراط في عملية التبصير الطائش حول ارتفاع حظوظ مرشحين وهبوط فرص آخرين في حين تهدد معالم الاستنفارات الحادة حول التعويم المفاجئ الغامض لاسم زعيم المردة بانقلابات سياسية رأساً على عقب. ولن يجدي في هذه الحال “وهم القوة” الذي يراد منه الإيحاء بنشأة رعاية اقليمية ولدت على عجل لأن اللبنانيين العاديين هم أنفسهم الأدرى بهذا النوع من التجارب حين تحل كلمات السر وتهبط بقوتها الجارفة على القوى الداخلية، وليس في المقلب الطالع بعد أي نذر مماثلة. تبعاً لذلك ترانا منشدين لمعاينة “الخاصرة الرخوة” بالدرجة الأولى، أي تحالف ١٤ آذار وما يواجهه مصيرياً بكل المعايير. وللتذكير فقط، يجري ذلك بين الذكرى التاسعة لاغتيال بيار الجميل والذكرى العاشرة لاغتيال جبران تويني، ولا داعي لمزيد.