Site icon IMLebanon

أخطر تهديد لأميركا منذ 45 عاماً

فيما تتقدم المفاوضات الأميركية – الإيرانية يوماً بعد يوم، تتراجع «داعش» في مواجهة أعدائها ميدانياً.

لم يَعُد في إمكان مُسلَّحي «دولة الخلافة» إجتياح أي منطقة جديدة، بل بالعكس فإنهم:

1- إنهزموا في معركة عين العرب ضد الأكراد، حيث فقدوا نحو ثلاثة آلاف من مُقاتليهم، حسب إفادة مدير المخابرات الأميركية جيمس كلابر في شهادة أمام الكونغرس الأسبوع الماضي.

2- إضطرّوا إلى إخلاء 14 قرية في الأنبار في العراق بعدما كانوا سيطروا عليها في 27 كانون الأول الماضي في هجوم مضاد للقوات العراقية.

3- إنسحبوا من منطقة سنجار الإستراتيجية، والتي تُشكّل إحدى الطرق الرئيسة للوصل مع المناطق التي يحتلّونها في سوريا، ما يُهدّد بعزلهم في الموصل.

أما أسباب تراجُع «داعش» فهي متعددة وأبرزها:

أولاً: الإنقلاب على القوى الحليفة لها والتي ساعدتها في بدايات إنطلاقتها، مثل «البعث» العراقي، وجبهة «النصرة» والعشائر السنّية الغاضبة من قهرها وإهمالها طيلة عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. وقد ضاق السنّة ذرعاً من تصرّفات «داعش» وبدأوا يزدادون مقاومة وعصياناً ضدّها في الموصل والأنبار، وحتى في دير الزور في سوريا.

ثانياً: مُهاجمة الكرد والأقليات، ما اعتُبِر مُحاولة للمسّ بالخطوط الحمر الدولية، خصوصاً عندما هدّدت «داعش» جوار أربيل الحيوية.

ثالثاً: قتلُ الأميركيين وتصويرهم وعرضهم في لقطات مروعة على وسائل التواصل الإجتماعي، ما شكّل حرباً نفسية عجّلت في إثارة ردّة فعل العالم وتشكيل قوة تحالف دولية لمحاربة الإرهاب.

رابعاً: ما وصفته المخابرات الغربية بـ «مرض جنون العظمة» لدى قيادة «داعش»، حيث تُصفّي كوادر ومقاتلين في صفوفها في الموصل وغيرها.

خامساً: قلّصت غارات الطائرات الحربية للتحالف مداخيل «داعش» المالية من خلال ضرب منشآت تكرير النفط التي تحتلّها، غير أنها ما زالت تستطيع بيع النفط الخام في السوق السوداء.

سادساً: إن الآليات العسكرية والعتاد الذي تخسره «داعش» جَرّاء ضربات أسلحة الجو في قوات التحالف، لا تستطيع تعويضه. كذلك فإنها لا تملك قدرات التصنيع العسكري لتأمين إستمرارها، مع التضييق الدولي على تمويلها وتسليحها.

وتتوقع أجهزة المخابرات العسكرية في قوات التحالف أن تتواصل هزائم «داعش» شيئاً فشيئاً، خصوصاً مع التدريبات التي بدأت بإشراف الأميركيين في دول الجوار لتجهيز وحدات قتالية تُقدّر بعشرات الألوف للمعارك المقبلة.

إلّا أن هذا لا يعني أن «داعش» ستُهزم في الأسابيع والأشهر المقبلة، بل إن الأميركيين يتوقّعون الحاجة الى فترة بين ستة أشهر الى تسعة لتدريب ثلاثة ألوية عراقية لإستعادة الموصل من «داعش».

وتُعتبر معركة تكريت مؤشراً للمعركة الأكبر في الموصل. إذا نجحت القوات العراقية في استعادة تكريت، فإنها تُسرّع في المعركة المقبلة، وإذا فشلت، تُرجئها أكثر فأكثر.

وحتى لو خسرت كل العراق وقُتل أميرها أبو بكر البغدادي، فإن «داعش» سترتد إلى حصنها الذي انطلقت منه في الرقّة السورية في حزيران الماضي لتواصل القتال سنوات إضافية.

كلابر يعتبر أن «داعش» تُشكّل أحد أخطر التهديدات التي تُواجهها الولايات المتحدة منذ 45 عاماً.