IMLebanon

الحراك يكثف لقاءاته… وخطوات تصعيدية قريباً

الوضع الأمني هاجس جديد يضاف إلى مسلسل الأزمات

 

تتخوّف أكثر من مرجعية سياسية من حصول فلتان أمني في بعض المناطق، على خلفية الأوضاع الإجتماعية المتردّية، ولا سيما أن هناك أكثر من طابور خامس يسعى لإحداث بلبلة في البلد، ربطاً بالأوضاع الإقليمية المتفجّرة من «صفقة القرن» إلى التوتر المستمر بين سوريا وتركيا بتكليف من الخارج. وكشفت أن القلق الأكبر أيضاً يتركّز حول ما يجري الحديث عنه في الصالونات السياسية عن إمكانية لجوء «إسرائيل» إلى التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية ـ السورية وفي دمشق، من خلال بنك أهداف يطاول قيادات من «الحرس الثوري الإيراني» و«الجهاد الإسلامي»، وربما قصف بعض المواقع العسكرية في العمق اللبناني، ولا سيما في البقاع، وتوسيع مروحة هذه العمليات وفق الأجواء الميدانية، ولا سيما أن الغارات الوهمية والتحليق المستمر لطيران العدو الإسرائيلي، إنما مقدمة لعمل ما قد يسبق إعلان فوز بنيامين نتنياهو في الإنتخابات «الإسرائيلية»، ورفع منسوب هذا الفوز عبر أرقام قد تكون الأكبر منذ منتصف التسعينات مما يستوجب فرض شروطه في تشكيل الحكومة الجديدة واختيارها من الصقور.

 

وأضافت المرجعية أن «إسرائيل» تسعى إلى استغلال ما يجري في سوريا والعراق، وتحديداً التوتر التركي ـ السوري، والوقت الضائع في المساعي الجارية حول «صفقة القرن»، لا سيما أن هناك معلومات من بعض الأطراف الفلسطينية، تؤكد أن ما طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الصدد ما زال موضع متابعة واتصالات بطرق عديدة، والمسألة جدية ولكن هناك عمليات كثيرة تسبق المفاوضات الجدية من أعمال عسكرية ميدانية واغتيالات وتصفية حسابات من سوريا إلى العراق ولبنان.

 

وبالتالي، فإن لبنان يبقى الحلقة الأضعف في هذا الصدد تضيف المرجعية، خصوصاً المخيمات الفلسطينية، حيث بعضها يضم بؤراً إرهابية وفصائل لها ارتبطات مع هذا المحور وذاك، حيث اعتبرت أن هذا الأمر يبقي الساحة اللبنانية منصة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، وسبق أن حصلت هذه العمليات في مراحل متفاوتة ودفع لبنان أثماناً باهظة، وإن كان في هذه المرحلة ثمة تنسيق رفيع المستوى بين السلطتين اللبنانية والفلسطينية.

 

أما على الصعيد الداخلي، فتكشف مصادر سياسية مطلعة أن هناك تحركات ولقاءات تجري بعيداً عن الأضواء من قبل الحراك والناشطين بغية اتخاذ خطوات تصعيدية قد تكون الأبرز له على اعتبار أن اللقاءات التي حصلت في الساعات الماضية في بعض المناطق اللبنانية، ولا سيما تلك التي تعتبر ذو نفوذ لبعض الأحزاب والحركات السياسية، تبين أن الأمور تبدلت كثيراً عما كانت عليه في الفترة الماضية من خلال الأعداد الكبيرة التي ستنزل إلى الشارع في مناطقها وخارجها، وتظاهرة صور كانت اشبه بـ«البروفا» الناجحة نظراً لكثافة المشاركين فيها، وكل ذلك يحصل استعداداً لمواجهة الإجراءات القاسية التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية والحكومة، والتي تعتبر كـ «الإسفين الذي يُدَق في نعش ما تبقى من الطبقة الوسطى»، وهذا ما سيؤدي إلى تسخين الشارع بشكل غير مسبوق، مما يعيد الصدامات والمواجهات، ولكن في الظروف الراهنة، ثمة من يتحدّث عن آليات جديدة في الحراك والتظاهر، وارتفاع أعداد المشاركين، بينما، وفي الشأن السياسي، فإن الإجراءات والتدابير التي ستُتّخذ، ستكون مغايرة لما أقدمت عليه الحكومات السابقة، والأمر عينه على الخط السياسي، ما يعني أن البلد سيدخل في أزمة مفتوحة أمنية سياسية واقتصادية، ويحكى في مجالس البعض عن اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء لتشكيل جبهة مواجهة لمعارضة ما يجري، دون أن يعني أنها نسخة عن فريق 14 آذار.