لا شك ان الشعارات التي يرفعها نظام الملالي الذي خلع شاه إيران وعيّـن مكانه آية الله الخميني، هي شعارات تدغدغ شعور الأمة الاسلامية بكاملها، خصوصاً عندما يقولون: «الموت لأميركا.. والموت لإسرائيل». ثم يقولون عن أميركا: الشيطان الأكبر وعن إسرائيل الشيطان الأصغر. لم يكتفِ النظام الجديد الاسلامي الديني في إيران برفع شعارات وهتافات، بل قام بثلاثة أعمال لافتة:
أولاً: إقفال السفارة الإسرائيلية وإقامة السفارة الفلسطينية مكانها. وهكذا قامت أول سفارة لدولة فلسطين في إيران، وهذا طبعاً له جمهور عربي وإسلامي كبير.
ثانياً: إقامة فرقة من الحرس الثوري الايراني وتعيين ضابط كبير قائداً لها اسمه اللواء قاسم سليماني الذي قتلته «مسيّرة» في مطار بغداد ومعه نائب قائد الميليشيات الشيعية العراقية المهندس ابو مهدي المهندس، وعملية الاغتيال كانت فعلاً مثيرة حيث أنّ مجنّدة في الـCIA أعلمت رئيسها بأنها تشاهد على شاشة التلفزيون موكب اللواء قاسم سليماني وهو في مطار بغداد، فطلب منها أن تكبس على زر أمامها في «الكمبيوتر» فما كان منها إلاّ أن كبست الزر فانطلقت الصواريخ التي قتلت السليماني والمهندس ومن معهما. وقد عُرف السليماني من خاتمه.
ثالثاً: حصار السفارة الاميركية في طهران والذي دام 444 يوماً، ولم تحل مشكلة الحصار إلاّ بعدما هدّد الرئيس رونالد ريغان يومذاك، حيث كان في إحدى جولاته الانتخابية، فقال إنه إذا قُدّر له أن يفوز في الانتخابات ويصبح رئيساً، فإنّ أوّل عمل سيقوم به هو فك الحصار عن السفارة من خلال إعطاء انذار مدته 24 ساعة وإلاّ سيبيد طهران من الوجود. وبالفعل عندما نجح ريغان حلّت قصة السفارة فوراً.
لم يكتفِ نظام الملالي بهذه القرارات التاريخية التي اتخذها، بل ذهب الى أبعد من ذلك من خلال تأييده عام 1983 لإنشاء ودعم حزب الله اللبناني ليحارب ويحرّر لبنان أولاً والقدس ثانياً.
وتفيد المعلومات ان حزب الله كلف الخزينة الايرانية 700 مليار دولار.. وإذا أردنا أن نعرف بعض التفاصيل فإنّ هناك مليار دولار أميركي للرواتب، وملياراً آخر ثمن صواريخ وأسلحة. وهذا ليس سرّاً بل ان قائد المقاومة السيّد حسن نصرالله أعلن أكثر من مرّة على التلفزيون «ان أموالنا وأكلنا وشربنا ورواتبنا وطبابتنا وأسلحتنا وصواريخنا كلها من الجمهورية الاسلامية في إيران»… واللافت أيضاً، انه في وقت يعاني الشعب الايراني من الفقر والحاجة حيث تدعم الدولة 50 مليون مواطن إيراني بـ20 يورو شهرياً لكل مواطن كمساعدة، تصرف إيران كل هذه المبالغ. طبعاً هناك الكثير في «المشروع الملالي» حيث نرى كيف استفاد هذا النظام من تدمير العراق وهذا ما قدّمته له أميركا يوم قرّر الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش الابن اجتياح العراق تحت شعارات: أولاً: القضاء على الارهاب. ثانياً: القضاء على أسلحة الدمار الشامل. ثالثاً: من أجل الحرية حيث ان الشعب كان ينتظر ان يقضي على نظام صدّام حسين وينشد الحرية… ليتبيّـن أن كل هذا كذب -حسب ما نشرته مجلة «مونيتر كريستيان ساينس» الاميركية- إذ كان المستفيد الوحيد هو نظام الملالي في طهران، وهناك الكثير لنتحدث عن سوريا خصوصاً بعدما تسلم الحكم الرئيس الوريث الفاشل. والأهم ما يجري في اليمن حيث ترك العرب اليمن تحت رحمة إيران. وهذا ما يحدث أيضاً في السودان… والعرب نائمون.
أكتفي بهذه المعلومات لأعطي برهاناً جديداً على العلاقات بين إسرائيل ونظام الملالي في إيران وهو ما أوردته «قناة روسيا اليوم RT» التلفزيونية حيث قالت:
بعيداً عن المؤامرة، وتوخياً للحقيقة، كشفت «قناة روسيا اليوم أو RT» في تقريرها ان إيران توجّه العرب من داخل إسرائيل، وتوجههم نحو أهدافها وسياساتها التي تتلخص أولاً وأخيراً بالتشييع.
إنّ كل القنوات التي تبث من داخل إسرائيل، وعددها ستة، تدافع عن «آل البيت»، وتدّعي انها عازمة على تحرير القدس، في حين ان المؤكد ان هدف هذه السياسة هو عملية تشييع المسلمين.
إشارة الى ان العلاقات الايرانية الاسرائيلية قديمة.. إلى ذلك، كشفت الـRT أنّ هناك 6 قنوات تلفزيوينة إيرانية تبث من داخل إسرائيل هي:
1- آل البيت 2- الأنوار 3- فداك 4- الحسين 5- العالمية 6- الغدير
وهذه القنوات كلها تبث من خلال القمر الاسرائيلي «اموس»، وهي تلبس رداء آل البيت. علماً ان شركة «آر آر سات»، التي تتعامل معها هذه القنوات أيضاً، هي شركة اتصالات إسرائيلية لصاحبها ديڤيد ريف، الذي حصل لها على إذن خاص بمزاولة عملها عام 1981 من وزارة الاتصالات الاسرائيلية.
ويبقى التساؤل: لماذا أقدمت «روسيا اليوم» على نشر هذا التقرير؟ وما الغاية منه؟