إستنفار سياسي لخوض الإنتخابات البلدية تعويضاً عن الشغور الرئاسي
لوائح مكتملة للثنائي الشيعي وخيار التحالف بين الثنائي الماروني وارد
مع بدء التحضيرات الرسمية لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل، ينتظر أن تتظهر في الأيام المقبلة مواقف القوى السياسية من هذا الاستحقاق، خاصة تلك التي كانت تميل إلى تأجيله، ريثما تتوفر ظروف أكثر ملاءمة من تلك الحالية، لكن وبعد الاتصالات والمشاورات التي أجراها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع الأطراف السياسية، تبين له أن غالبيتها تؤيد السير بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، سيما وأن الظروف التي يمر بها لبنان مؤاتية ولو بالحد الأدنى لإجرائها، إذا ما استمرت على حالها ولم تحصل تطورات ليست في الحسبان، سيما وأنها أقل حدة من الانتخابات النيابية، مع أنها تعطي في نتائجها مؤشراً إلى مآل الاستحقاق النيابي، سياسياً وشعبياً في المرحلة المقبلة. وتقول أوساط وزارية لـ«اللواء»، إن التحضيرات بدأت لإنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها المحدد، في ظل وجود تأييد واسع من القوى السياسية لإجرائها في أيار، لأنه لا يجوز أن يسحب التعطيل نفسه أيضاً على هذا الاستحقاق، بعد الشغور في مقام الرئاسة الأولى وشل عمل مجلس النواب بعد التمديد للنواب على مدى دورتين متتاليتين، بالتوازي مع التعثر المتواصل في عمل مجلس الوزراء، خاصة وأن الأطراف السياسية الأساسية أبلغت الوزير المشنوق دعمها غير المشروط لجهوده إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها الدستوري، بعد أن أعطى مجلس الوزراء الضوء الأخضر لذلك، بإقراره مبلغ 31 مليار ليرة لهذا الاستحقاق.
وتكشف المصادر أن وتيرة التحضيرات الإدارية واللوجستية لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، سترتفع شيئاً فشيئاً في الأيام المقبلة، بالتوازي مع إعلان حال الاستنفار المناطقي لدى القوى السياسية والعائلات استعداداً لخوض غمار هذا الاستحقاق الذي ستكون للعائلات الكلمة الفصل فيه، دون إغفال العامل السياسي لترجيح الكفة في المدن والقرى التي ستشهد تنافساً انتخابياً كما في كل الدورات السابقة.
وعلمت «اللواء»، أن حركة الاستعدادات في الجنوب بين حركة «أمل» و«حزب الله» آخذة في التصاعد، حيث أن هناك اجتماعات يومية في المدن والقرى الجنوبية، للبدء بتشكيل اللوائح التي ستخوض غمار هذه الانتخابات، كذلك الأمر، فإن «تيار المستقبل» في بيروت وصيدا وطرابلس وعكار والبقاع أطلق تحضيراته لخوض هذه الانتخابات، إيماناً منه بضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية وإجرائها في مواعيدها، حيث عُلم في هذا الإطار، أن الرئيس سعد الحريري أعطى توجيهاته إلى المعنيين بضرورة الأخذ في الحسبان بأن الانتخابات ستجري في موعدها وتالياً العمل على إنجاز التحضيرات اللازمة لخوض هذه الانتخابات التي سيصر عليها «تيار المستقبل» ولن يسمح بتعطيلها أو التمديد للمجالس البلدية والاختيارية الحالية، بعد تعطيل الانتخابات الرئاسية والتمديد لمجلس النواب ومع ما تركه ذلك من انعكاسات بالغة السلبية على المؤسسات الدستورية وإدارات الدولة.
كذلك الأمر فإن الأحزاب المسيحية في «8 و14 آذار»، باشرت هي الأخرى تحضيراتها العملانية لهذه الانتخابات، حيث يُنتظر أن تبدأ سلسلة اجتماعات متلاحقة، للبدء بتشكيل اللوائح، وسط حديث عن أنه من غير المستبعد أن يُصار إلى تشكيل لوائح ائتلافية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، في بعض المناطق، كتأكيد على ترجمة المصالحة المسيحية التي حصلت في معراب، بما يمكن اعتباره «بروفة» للانتخابات النيابية المقبلة.