Site icon IMLebanon

داعش… اللغز الذي يزداد غموضا  

  

سألنا مرّة في هذه الزاوية: أين هم مقاتلو «داعش»؟ أين رحلوا؟ أو أين جرى ترحيلهم؟ ومن هو الذي رحلهم؟ والسؤال لايزال يطرح ذاته اليوم أيضاً. فباستثناء خبر بسيط بأسطر ثلاثة عن تعيين داعش مواطناً عراقياً كردياً «أميراً» على العراق فليس هناك من «حسّ أو خبر» عن هذا التنظيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طوال ثلاث سنوات ونصف السنة، وترك بصماته الوحشية على البشر والحجر، وأثبت أنه عدو الإنسانية والحضارة والثقافة، ويعيش في كهوف مظلمة من المعتقدات التي ترجمها على الأرض أعمالاً وحشية لم يسجل التاريخ مثيلاً لها من حيث كمّها الهائل.

 

كنّا نعاين قوافل السيارات الحديثة ناقلة إرهابيي داعش وأعتدتهم في صفوف طويلة تضم الآلاف من الآليات… والعجب العجاب في حينه أن طيران الإئتلاف الذي يضم أكثر من 60 دولة لم يكن يرشق تلك القوافل ولو بوردة رغم أنها كانت تنتقل على طرقات معبّدة، مكشوفة، من دون أي تمويه، والمسألة لم تعد هنا، إنما باتت بما يختصره السؤال الإستطرادي الآتي: أين هي تلك الآليات والسيارات التي بلغ عديدها الآلاف؟!. كيف تبخّرت؟ من وضع اليد عليها؟

إنه، فعلاً، أمرٌ محيِّرٌ يستثير ما يتجاوز الإستغراب الى الدهشة. فكيف تبخّر الإرهابيون وأيضاً آلياتهم؟ إثر سقوط كل موقع من مواقع داعش، كان مفترضاً أن تتبيّن مئات الجثث إن لم يكن الآلاف… فلم يحصل شيء من هذا سوى في لبنان… فبعد أن كسر الجيش شوكة الإرهابيين ودفعهم الى الإستسلام في جرود القاع ورأس بعلبك ظهرت للعيان مجموعة مقاتلي التنظيم، كما ظهرت جثث قتلاهم. أمّا خارج لبنان فلم يعرف أي شيء عن مصير عناصر داعش.

لماذا؟ وأين؟ وكيف؟

وهل هناك دفعة كبيرة من «أسرار الآلهة» تحوط هذا التنظيم الذي نبت، فجأة، كالفطر (أو أنبتوه)؟!.

إلا أن سرّ الأسرار الذي بقي من دون أي توضيح هو مصير قادة داعش إثر سقوط الرقة في سوريا. فلقد ثبت، من دون أدنى شك، وبشهادة أمهات الصحف وسائر وسائط الإعلام العالمية، أنّ الولايات المتحدة الأميركية نفّذت سلسلة عمليات إنزال جوي سحبت خلالها (سلمياً وبالتوافق) قادة داعش قبيل إنهاء العمليات العسكرية بساعات؟

كم هو عديدهم؟

الى أين ذهبت بهم؟

هل هم في الإعتقال (أو الأرجح) كلّفتهم واشنطن مهام أخرى؟ أو عساها تحتفظ بهم لتكلّفهم هكذا أدواراً في المستقبل؟

والسؤال الأكبر: ماذا بين الولايات المتحدة الأميركية وتنظيم داعش من إتفاقات سبقت دوره المشبوه في سوريا وأعقبته؟

إنه اللغز الذي قد لا يطول الوقت قبل أن تهتك أسراره؟