IMLebanon

الواجب الوطني والوطن النهائي  

 

باقي من الزمن ٤٨ ساعة وتفتح صناديق الاقتراع لأول انتخابات نيابية غريبة في تاريخ لبنان منذ ١٩٤١، وحتى في «علم السياسة المعاصر»، ولكن كتبت على «اللبنانيين الطيبين، وهم يؤدون الواجب الوطني في الحفاظ على «وطنهم النهائي»، عبر «المشاركة في هذه الانتخابات، بحسب قانونها «الغريب العجيب» المرفوض من «اللبنانيين الطيبين»، ولكن «الواجب الوطني» في «المشاركة» في «الانتخابات النيابية» فرض عليهم، من ولائهم لـ«كلنا للوطن»..

 

و«اللبنانيون الطيبون» في «لبنان» اليوم، هم اولاً، في اشد الحاجة بهذه «القيمة العظمى» التي سيقدمون عليها بعد ٤٨ ساعة، والهدف هو ان يضحوا عبر «المشاركة» بالانتخابات، وهي «فرض وطني» عندهم، من اجل هدف اغلى منه، حتى ولو لم يكن ملموساً في الواقع، وهو «الوطن» و«المصالح الوطنية العليا».

الهدف الثاني هو ان لا يختلفوا من اجل الاختلاف..

ويتصدروا في انعدام «الادب السياسي».. ويتجادلوا من اجل مكاسب فئوية ضئيلة بالمقارنة بما قد يكسبوه لو كانوا على قدر كبير من ثقافة «الوطنية والاعتدال»، و«السماحة والتسامح»، و«الفهم والتفاهم»، و«العقل والتعقل»، في اطار «الاتصال والتواصل»، وعبر «الاختلاف الذي يُفسد للود قضية».

فلبنان الوطن يُعاني بشدة.. نكاد نسمع انينه مما يفعله «بعض» ابنائه به، وهم يفعلون به ما لا يفعله العدو بعدوه، وهؤلاء يؤذون امهم. ويكادون يقتلونها خنقاً.. او هم يفعلون بها هذا وهم لا يعلمون ماذا يفعلون.. او يعلمون.. ولا غفران لهم لانهم يعلمون ماذا يفعلون….

معظم اللبنانيين يشاركون بعد ٤٨ ساعة في «الانتخابات النيابية، وهم على هذه الحال، مصابون في الرزق والامن، مرتبكون في الفهم وانعدام الرؤية، تائهون في المشاعر والعلاقات الوطنية التي تربط بـ»الوطن» الذي يريده «اللبنانيون الطيبون»، «لبنان واحد لا لبنانان»، «وطن نهائي لجميع ابنائه بدون اهواء ايديولوجية»..

معظم اللبنانيين سيشاركون في الانتخابات وهم لا يملكون سوى اقل من نصف ابتسامة، واقل من نصف امل بغد مشرق، واقل من نصف نفس صافية..!

معظم اللبنانيين سيمارسون حقهم الانتخابي وهم في السياسة اللبنانية «يوم عدم التضحية بالوطن» او هكذا يجب ان يكون، كما يأمل «اللبنانيون الطيبون» مع هذا العهد.

في هذه اللحظات الاستثنائية من تاريخ لبنان، التي وعد «ساسة» هذا «الوطن» ابناء هذا الوطن، ان يهل عليهم الخير والامان مع «ميشال عون»، وان يستعيدوا ما كان يربطهم بهذا الوطن مع هذا العهد، وتواعدوا مع «اللبنانيين الطيبين»، ان ينفذوا وعودهم امام الله تجاه بلدهم..! ولكن اصبحوا قلة»!!

وتعاهدوا على ان يعيدوا هذا الوطن واحة امان واستقرار.. واذا بمعظم «الساسة ينكثون العهد» الذي تعاهدوا عليه، فيشعلون النار في كل اطرافه!

وينقلبون عن «التصالح» الى مرحلة التراشق بالاعيرة الكلامية -حتى الآن- في ظل قانون الانتخابات الحالي، وكأنهم يريدون ان يوصلوا هذا «المواطن اللبناني الطيب» الى خيبة الأمل والعجز وعدم الحلم بالغد المشرق العزيز.

والى الاستعاذة بالله من مصير اسود مجهول يواجه هذا الـ»لبنان الكبير» وهو على مقربة من عيد استقلاله الـ٧٥، والامل ان يكون هناك باقياً «لبنان الديموقراطية التوافقية»، لبنان «بشارة الخوري ورياض الصلح»، «لبنان فؤاد شهاب ورشيد كرامي وتقي الدين الصلح والحاج حسين العويني»، «شارل حلو»، «الياس سركيس»، و»سليمان فرنجية»، و»الياس الهراوي»، و»العماد ميشال سليمان»..

وهل أنسى «صائب بك سلام» احد الآباء المؤسسين لـ«لبنان الديموقراطية التوافقية» ١٩٤٣، وصاحب العهد «لبنان واحد لا لبنانان» و«لا غالب ولا مغلوب»، و«الفهم والتفاهم»، و«الثورة من فوق»..

كما لا انسى الراحل الكبير «رفيق الحريري» الذي اعاد لبنان الى «سويته السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية»…

باقي من الزمن ٤٨ ساعة ليبقى لبنان «دولة القانون والمواطنة» التي هي الحل الامثل لأن تعيش. جميع الاطياف اللبنانية في داخلها معاً في مسار ومصير واحد بعيداً عن الصمت والخوف وبرعاية «السلطة السياسية الواحدة»، التي لها وحدها «حق القرار السياسي النهائي» لـ«الدولة اللبنانية».

يحيى أحمد الكعكي