في 23 آب من كل سنة، يذكر اللبنانيون المنتمون فعلاً الى لبنان، وليس بالهوية، الرئيس الشهيد بشير الجميل، الذي استطاع في خطاب واحد القاه في تلفزيون لبنان ان يقتلع الفساد من الوزارات والادارات العامة، وأن يوقف المحسوبيات والسمسرات، لأن الجميع عرفوا أن الرجل يقول ويفعل، وأن الكتائبيين سيكونون أول من سوف يطولهم سيف بشير، والجميع أيقن ان لبنان مقبل على عهد، ليس كالعهود التي سبقت، وأن دولة بشير، ستكون الدولة القوية المهابة، دولة القانون والنظام والدستور والسيادة، دولة الـ100 ألف جندي، ولذلك قتلوه، وحوّلوا لبنان بقتله الى مزرعة، يتقاسم الفاسدون واعداء لبنان، خيراتها ومغانمها.
حادثة مؤلمة حصلت امس في لبنان، جعلت ذاكرتي تستعيد ما كان فريق بشير يخطط لتحقيق القول بأن لبنان هو جنّة الله على الارض، والحادثة ان شركة سفريات بفروعها الاربعة احتالت على مئات اللبنانيين، وسفّرتهم «ونّ واي تيكيت» الى تركيا، و«قطعتهم» هناك من دون فنادق، يبيتون في العراء، ولا احد يهتمّ بهم، والكارثة أن وزارة السياحة عندما تمّت مراجعتها من قبل أهالي «المقطوعين» كان جوابها الصفيق «الحق عليكم، سافرتم عن طريق شركة غير مرخّص لها» وعند سؤالهم «لماذا لا تغلقوا هذه الشركة» قالوا بوقاحة غير معقولة «ما فينا نسكّرها لانها مدعومة»، وما حصل مع هذه الشركة المحتالة، حصل ايضاً مع العديد من اللبنانيين الذين دفعوا اموالهم لشراء شقق، وطارت أموالهم، وهرب المحتالون الى الخارج، كما هرب صاحب الشركة.
الله يرحم ترابك يا بشير.
* * * *
بالعودة الى يوميات الشقاء والتعتير والتعاسة التي يعيشها اللبنانيون والتي أصبحت الكتابة عنها، نوعاً من «العلك» الذي ملّه القراء، لأنه كلام لا يؤثر في جلود تماسيح السياسة، ولكن لا بدّ من التعليق على ثلاثة امور حصلت في اليومين الماضيين.
الأول اقدام محامي النائب اسعد حردان، على تهديد الزميل العزيز شارل ايوب رئيس تحرير صحيفة «الديار» بالقتل إن هو استمر في استعمال حقه بالدفاع عن النهضة السورية القومية الاجتماعية، التي «شوّهها واساء اليها النائب حردان»، وهذا أمر بالغ الخطورة، ويستدعي تحرّك القضاء، وتحرّك نقابة الصحافة ونقابة المحررين.
الثاني، استمرار اللاجئين الفلسطينيين في تحركات مشبوهة، ضد وزير العمل كميل ابو سليمان، الذي لا يعمل سوى تطبيق القانون اللبناني، وهم يلجأون الى التظاهر واحراق الدواليب، ورفع الشعارات المسيئة، وكأنهم أصحاب الدار، وليسوا لاجئين الى بلد فتح لهم أبوابه منذ 71 سنة وهذا تصرّف مخجل ومعيب.
الثالث، كان لوزير الخارجية جبران باسيل، موقف لافت في الديمان بعد لقاء البطريرك بشارة الراعي، عندما دعا الى تفاهم وتضامن وعمل مشترك بين الافرقاء المسيحيين وبكركي لدعم ما يؤدي الى الشراكة المسيحية – الاسلامية، ولكن مع الأسف، هذا الكلام لا يتطابق مع المواقف الحادّة في اعلام التيار الوطني الحر، ضد حزب القوات اللبنانية؟!؟