Site icon IMLebanon

قراءة في «حكومة اللون الواحد»

 

 

عندما كان سعد الحريري يجهد لتشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين ويصطدم بشروط ومطالب رئيس الجمهورية، كان رؤساء الحكومة الثلاثة فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي، ومعهم مفتي الجمهورية عبد الرحيم دريان، يطالبونه بالصمود وعدم القبول بشروط ومطالب الرئيس عون، كما كانت فرنسا والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي يحملّون عون ورئيس التيار الوطني الحر مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، ويهددون بعقوبات ستطول الجميع، وكان الحريري ينتقل من دولة الى دولة مطالبا بالضغط على معرقلي مهمته بتشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية التي وافقت عليها اميركا ودول الاتحاد الاوروبي ومعظم الدول الأخرى، الى أن ملّ الحريري الصعود الى بعبدا والاتصال بالدول مهددا بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة مؤكدا أن  «التفاهم مع عون مستحيل»، وقدّم اعتذاره.

 

لم يطل الامر وكلّف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة وسط ترحيب ومباركة من قبل رؤساء الحكومة السابقين بمن فيهم سعد الحريري، ربما عن طيبة قلب، او شعور بانه اصبح وحيدا وعليه أن يبتعد عن العزلة، منتظرا أن يفشّل العهد ميقاتي  «الملتزم» بما اتفق عليه رؤساء الحكومة الاربعة، أن لا ثلثا معطلا هناك ولا استئثار بالحقائب الدسمة والمهمة التي يريدها العهد وباسيل.

 

وهنا بدأت المناورات والتسريبات والاخبار الكاذبة تفعل فعلها، الى أن توافق عون وميقاتي على الحكومة المكللة بالمحاصصة والمصبوغة باللون الواحد، وظن اللبنانيون انه ستقوم قيامة رؤساء الحكومة ودار الافتاء والدول الاوروبية واميركا ومصر، لكن شيئا من هذا لم يحصل، وبدأ الترحيب بالحكومة، وكأن المطلوب كان رأس سعد الحريري عربيا ودوليا ومحليا، وتبين أن العقوبات الاوروبية كانت جاهزة منذ شهر تموز وكانت موجودة للتهديد وليس للتنفيذ، وإلا لماذا لم تنفذ منذ شهرين ونصف الشهر ؟

 

*****

 

هناك قطبة مخفية ظهرت تحديدا في اتصال الرئيس الفرنسي بالرئيس الايراني تتجاوز حكومة لبنان لها علاقة بالوضع الاقليمي، وكان تشكيل الحكومة على هذا الشكل جزءا من هذه القطبة التي عرف بها البعض الصامت اليوم، بعدما ملأ الدنيا صراخا قبل فترة قصيرة جدا، وما خفي الاّ ويظهر.