IMLebanon

المسار  

 

نتساءل مع اللبنانيين عن الحقيقة في ما يُقال ويُسرّب حول تشكيل الحكومة، فإذا أخذنا بالبيانات المقتضبة جداً التي تصدر عن رئاسة الجمهورية، ومثلها البيانات والتصريحات المقتضبة أيضاً الصادرة عن الرئيس المكلّف تنفرج أساريرنا ونقول إنّ التشكيل على قاب قوسين أو أدنى. ولكن سرعان ما يصدمنا نائبٌ حالي أو سابق من هنا ومن هناك وطبعاً جماعة المصادر المقرّبة في ما يتغرغرون به من سموم… فهذه كلّها تُثير القلق، وتبثّ السلبية، وتحمل نذر الشؤم.

 

ناهيك بـ»الماكينات» التي تنشط ليلاً ونهاراً، خصوصاً في الليل، من الغسق إلى الفجر… لأنها كناية عن إتّصالات بإعلاميين ومواقع تواصل إجتماعي، وفيها من الغمز جُلّه ومن اللمز كلّه.

 

نتجاوز ذلك. أو نريد أن نتجاوزه. لأنّ ما فينا يكفينا. فلم تعد لنا قدرةٌ على احتمال المزيد من هذه الأجواء ثقيلة الوقع على اللبناني الذي أنهكته الأزمات، وتكاد أن تخنقه المآزق وقد انعكست على وضعه المعيشي ونقلَته من الفرح والعزّ والإزدهار إلى الفقر والبؤس والقهر واليأس والتعاسة.

 

تُطمئننا البيانات التي تصدر عن الرئيس عون والشيخ سعد إلى أنّ كلّ شيء على ما يرام، وأنّ «التقدّم» (وهي الكلمة التي ترد خصوصاً في بيانات القصر الجمهوري) يُحرَز في كلّ إجتماع. ولو شئنا أن نقيس هذا التقدّم المتمادي بخطوات السلحفاة لكان كفيلاً بأن يوصلنا إلى قمّة جبل التأليف.

 

ومع ذلك لسنا نطلب إطلاعنا على الحقيقة بكلام رسمي مباشر وصريح. لأننا نخشى، عندئذٍ، أن تفقد عمليّة التأليف توازنها، فتسقط لنعود إلى الصفر، إلى مربّع ما قبل التكليف. وهذا ما لا يتمنّاه أيّ مُخلص. فالواقع الأكيد أنّ لا بديل عن سعد الحريري في هذه المرحلة، وأنّ التأليف هو مسألة دستورية توافقيّة «بالتشاور» بينه وبين رئيس الجمهورية، وأنّ ما مضى على التكليف من فترة زمنية لا يُقاس بالأشهر الطويلة التي باتت، من أسفٍ، تقليداً عندنا قبل الوصول إلى تأليف الحكومات.

 

ولكنّ هذا الزمن اللبناني المأزوم لم يعد فيه مجالٌ لأيّ ترَف.