فطرٌ مبارك، حلَّ العيد لكن الحكومة لم تولد بعد، والواضح أنَّ تدرج المعوقات يتنقل من أنَّ الحكومة قبل العيد، ثم بعد العيد، ثم بعد المونديال أي بعد منتصف تموز المقبل، ومع ذلك الشروط والشروط المضادة، والمطالب والمطالب المضادة ما زالت قائمة من دون هوادة.
***
من اليوم الأول للتكليف، لم يتوانَ الثنائي الشيعي عن تثبيت مطالبه، فالرئيس نبيه بري يتمسك بالحصول على حقيبة سيادية هي حقيبة المال، كما أنَّ حزب الله يريد حقيبة الصحة إلى جانب حقيبة وزارة التخطيط.
الرئيس بري رفع البطاقة الحمراء في وجه المعترضين من خلال قوله:
ليس لديّ أية حقيبة يمكنني التخلي عنها، بهذا الكلام يذكِّر الرئيس بري بأن الثنائي الشيعي كان تخلى عن إحدى حقائبه لمصلحة الوزير السابق فيصل كرامي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ثم عن حقيبة الأشغال لحليفه تيار المردة في الحكومة الحالية، واليوم يوصِل الثنائي الشيعي رسالة إلى كلِّ مَن يعنيهم الأمر بأنَّ حصته يريدها كاملة من دون نقصان.
أكثر من ذلك فإنَّ الرئيس بري يحاول الضغط لعدم إطالة فترة التشكيل، لهذا السبب لوَّح بالتالي:
إذا انقضى الأسبوع الأول بعد العطلة بلا حكومة، فلن يجدوني هنا، وسأكون في إجازة في الخارج، هل يعني هذا التلويح أنَّ الحكومة ستكون ما بعد انتهاء المونديال؟
***
في المقابل لا يبدو الرئيس المكلَّف على هذه الدرجة من التشاؤم، هو يلمِّح إلى أنَّه ليس خائفاً من تأجيل أو تأخير تشكيل الحكومة، ولكنه يقرُّ بأنَّ شهر رمضان ثم عيد الفطر المبارك من شأنهما أن يجعلا عملية التشكيل بطيئة، كما لا يُخفي أنَّ شهية التوزير فتحت الباب على المزيد من الحصص.
***
مع ذلك فإنَّ الجميع حريصٌ على الإسراع في عملية التشكيل، وهذا ما أكد عليه النائب تيمور جنبلاط الذي لوحظ بعد عودته من السعودية قوله في تغريدة له:
إنَّ الوضع الذي يمرُّ به لبنان يحتّم الإسراع في تشكيل حكومة يعكس تمثيلها نتائج الإنتخابات وتكون أولى أولوياتها معالجة الوضع الإقتصادي والمالي الدقيق.
***
في مطلق الأحوال فإنَّ لبنان معنيٌّ بعملية تسريع التشكيل، لأنَّ هناك استحقاقات بارزة، لعلَّ أهمها زيارة مستشارة ألمانيا الإتحادية أنجيلا ميركل الخميس المقبل لبيروت، ما يسترعي الإنتباه أنَّ المستشارة ميركل يرافقها ما يقارب 80 رجل أعمال ألمان، ما يعني أنَّ المانيا مهتمة بالوضع اللبناني من الزاوية الإقتصادية ارتباطاً بالمؤتمرات التي انعقدت من أجل لبنان ولا سيما منها مؤتمر سيدر.
السؤال هنا:
كيف سيواجه لبنان كل هذه الإستحقاقات والتحديات في ظل حكومة تصريف أعمال وفي ظل تعثّر متواصل في تشكيل الحكومة؟