لم يأتِ تجاهل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لنداء الولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا والاتحاد الاوروبي ودول عربية لوقف اطلاق نار مؤقت بين لبنان وإسرائيل استنادا لتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، والدخول في مفاوضات للتوصل إلى تسوية، لاحلال الامن والاستقرار في المنطقة الحدودية بين البلدين، من هباء، وانما عن نوايا مبيتة، استهلها بتنفيذ عملية اغتيال الامين العام لحزب لله حسن نصرلله وقياديين كبار بالحزب، وتوجيه ضربات مدمرة لمراكز ومواقع الحزب في جميع اماكن انتشاره ونفوذه على طول الاراضي اللبنانية، والتي لم تتوقف منذ ذلك الحين، ومستمرة حتى اليوم بزخم اقوى من السابق.
لم يعطِ نتنياهو جوابه على نداء مجموعة الدول هذه، وابقى موقفه غامضاً، وان كان ذلك بمثابة الرفض الضمني غير المعلن لهذا النداء الدولي، بينما كانت التحضيرات العسكرية جاريه على قدم وساق، لتنفيذ اجتياح إسرائيلي “محدود” للمناطق الجنوبية المحاذية للحدود اللبنانية، برره وزيرا الخارجية والدفاع والقادة العسكريون، بأنه لأبعاد مسلحي الحزب وسلاحه عن المناطق الحدودية حتى شمال الليطاني، لاجل تأمين عودة السكان المدنيين إلى المستوطنات الإسرائيلية، التي هجروا منها، بعد اشعال الحزب جبهة الجنوب اللبناني في الثامن من تشرين الاول الماضي، لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة في الحرب الإسرائيلية ضده.
وبعد مسلسل الاغتيالات الإسرائيلية لقادة حزب لله، بالغارات الجوية المتواصلة، ولاسيما منهم هاشم صفي الدين،المرشح لتولي مهمة الأمين العام للحزب،بدلا من نصرلله واستهداف الكوادر الفاعلة، والمواقع الحيوية المهمة، بالتزامن مع بدء توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية جنوبا، بالرغم من المقاومة القوية التي تواجه بها،
تدرجت المواقف والتصريحات الإسرائيلية بعدها، لتكشف بأن الهدف الاساس من الحرب الإسرائيلية على الحزب والتقدم العسكري الإسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية، نزع سلاح حزب لله ودفع مقاتليه إلى وراء نهر الليطاني، وحتى حدود نهر الاولي.
الى ماذا تؤشر المطالب والشروط الإسرائيلية الجديدة؟
إلى الانقلاب على مفهوم القرار ١٧٠١، ومحاولة فرض أمر واقع جديد، يرتكز إلى الاجتياح العسكري الإسرائيلي، واحتلال الاراضي اللبنانية، بالرغم من كل الادعاءات الكاذبة بمحدودية هذا التوغل، كما يدعي زورا المسؤولون الاسرائيليون، ومن خلاله رفض العودة إلى مندرجات القرار الدولي المذكور.
ويخشى البعض من استغلال نتنياهو لهذا الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، والذي لم يعرف بعد إلى أي مكان يصل اليه، وبالتزامن مع تكثيف الغارات الجويّة الإسرائيلية وعمليات الاغتيال لكوادر ومسؤولي الحزب في اي بقعة كانت دون هوادة، والتهجير الجماعي لسكان الجنوب، إلى ممارسة اقسى الضغوط بالقوة العسكرية الإسرائيلية المفرطة، على الدولةاللبنانية واللبنانيين عموما،للمطالبة بما يسعى اليه بالفعل لنزع سلاح الحزب مستندا إلى القرار الدولي ١٥٥٩، ومستندا إلى دعم واشنطن، والضربات الموجعة التي وجهها الى الحزب،وتراخي النظام الايراني عن الدعم القوي للحزب عما كان عليه سابقا، في محاولة لتكرار سيناريو ضرب واخراج منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٨٢ من لبنان،فهل ينجح بذلك بالرغم من اختلاف تركيبة المنظمة واهدافها، عن تركيبة الحزب ولبنانية عناصره، وموالاته لايران بالكامل؟