Site icon IMLebanon

المملكة الجديدة

 

المملكة العربية السعودية تعيش تغييراً جذرياً في نمط الحياة الانسانية والاجتماعية من دون أن تتخلى عن أصالتها في قوميتها وإيمانها وإلتزاماتها تجاه عروبتها ودورها في الإقليم والعالم.

 

معروف، منذ زمن غير قليل، أنّ المملكة هي دولة شابة… ولكنها كانت بحاجة الى من يوقظها الى هذه الحقيقة، الى أن جاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في ظل الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليبث الروح الشابة من خلال تدابير وأنظمة وقوانين تفتح هذا البلد الأصيل على العصر، ليلعب دوراً هو الأقدر على القيام به، بين بلدان المنطقة بفضل الطاقتين: الطاقة الانسانية الشابة المبدعة (وشعب المملكة مؤلف من جيل الشباب بنسبة تصل الى ٧٠٪)، وأيضاً الطاقة الطبيعية المتفجرة من الارض خيرات وثروات هائلة.

 

والجيل الجديد في المملكة جيل طامح، ناظر الى المستقبل بأمل، مستند الى كفاءات علمية موصوفة من خلال التعلم واكتناز المعرفة وتوسيع دائرة الثقافة، ومن خلال البعثات التعليمية للآلاف المؤلفة من الشابات والشبان الذين يتلقون العلم الحديث في معاهد وجامعات أرقى بلدان العالم.

 

إنّه جيل جديد، بكل ما للكلمة من معنى، وهو يختلف جذرياً عن الأجيال السابقة… ومن قُدّر له أن يشاهد الندوات التي تعقد أو يستمع إليها أو يشارك فيها مع شبان وشابات ينخرطون في نقاش مع كبار الاساتذة الجامعيين، يخيّل إليه أنه في أحد بلدان العالم الأوّل… إنْ بالنسبة الى مستوى الحوار أو نوعية المواضيع المتداولة، أو سعة الإطلاع والمعرفة.

 

ولا شك في أنّ هذه النهضة الكبرى قد أعطت المرأة السعودية حقاً إنتظرته طويلاً، فانطلقت في ميادين الحياة كلّها، على قدم المساواة مع الرجل، وهي إنطلاقة مباركة، من أبرز نتائجها الاستغناء عن نحو ٥٠٠ ألف وافد أجنبي كانوا مكلّفين قيادة السيارات في النساء السعوديات… فإذا بالمرأة السعودية تقود سيارتها بنفسها، فلا ينقص شيء من كرامتها أو دينها… والعكس صحيح.

 

ولقد تبيّـن أنّ زياً بذاته ترتديه المرأة ليس دلالة على التديّن… وانّ المرأة يمكن أن تكون متدينة وملتزمة وهي محتشمة من دون ارتداء لباس محدّد، كما أنّ نزول المرأة الى سوق العمل يزيد في بلورة شخصيتها ويعزز دورها وينمّي ذاتيتها ويوفر مدخولاً يسهم في استقلاليتها، وليس على الاطلاق عيباً.

 

ثم انّ السعودية دخلت، مع هذه النهضة المهمة، في مجال سياحي يقدّر له أن يتنامى، ومن يدخل الى «مشروع البوليڤار» في الرياض يكتشف بداهة أين كانت المملكة وأين أصبحت، أما المقاهي والمطاعم فكأنك في لبنان أو تركيا أو مصر أو أوروبا الخ… وبالتالي بدلاً من أن يذهب السعودي الى تلك البلدان للحصول على هكذا تقديمات، جاءت هذه إليه في بلده.

 

ومن قدّر له أن يطلع على انطلاقة «منتدى الإعلام السعودي» في الرياض، في اليومين الماضيين، يتبيّـن له أنّ هناك مسعى جدياً ليواكب الإعلام هذه النهضة الكبرى، فالمسؤولية كبيرة والدور الملقى على الإعلام هو أيضاً كبير، وقد أكد وزير الإعلام السعودي تركي الشبانة على دور الإعلام في تسويق البلاد في الداخل والخارج، وأنّ المملكة التي فيها قبلة المسلمين في العالم قاطبة ستكون أيضاً قبلة صناعة الإعلام العربي، مشيراً الى أنّ «مستقبل الإعلام السعودي في ظل وجود هذا الزخم الذي تمر به البلاد لا بد أن يكون مستقبلاً زاهراً».