انتابني شعوران وأنا أقرأ عبارة أشرف ريفي «سعد الحريري انتهى والسنّة ينتظرون حريري جديداً»: الأول الذهول إزاء هذا الموقف المفاجئ والصاعق الذي أدهش كثيرين بمن في ذلك بعض القريبين منه. والثاني الاعتراف بصدق ريفي الذي أعلن بصراحة ووضوح حقيقة ما يريد، أي «إنهاء» سعد الحريري.
ورغم عدم إتقاني موهبة المديح والثناء والإطراء، أجد نفسي مضطراً لتوجيه التحية والشكر، معاً، الى اللواء المتقاعد والوزير المستقيل، على صدقه في التعبير وشفافيته في تحديد أهدافه وأجنداته السياسية، وعلى صون «الأمانة» للرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي يريد بدون أدنى شك، مثله مثل ريفي، «إنهاء» سعد الحريري وهو يقف على لائحة الانتظار مع أهل السنّة لبروز «حريري جديد».
لم يكن ينقص عبارة اللواء المتقاعد الشفافة هذه سوى عبارة توضيحية لهوية «الحريري الجديد» يفصح فيها كيف أن الرئيس الشهيد باعتبار أنه أصبح ناطقاً رسمياً باسمه أوصاه قبل استشهاده بأن يكون هو شخصياً «الحريري الجديد».
وبما ان الوضوح كان سيد الموقف في كلام الوزير المستقيل، كان لا بد من جملة اعتراضية أخرى يوضح فيها ان التقاطع الذي ظهر بين أجندته هو (إنهاء سعد الحريري) وأجندة «حزب الله» وإيران والنظام السوري، كانت مجرّد مصادفة لا أكثر ولا أقلّ، وأن التأويل أو الاجتهاد في هذا المقام هو ضربٌ من التجنّي والافتراء.
ما أفصح عنه اللواء المتقاعد كان مجرد «توارد أفكار» بينه وبين «حزب الله» وإيران والنظام السوري لا داعي لتحميله أكثر مما يحتمل. فهؤلاء جميعاً تناوبوا على السعي الى «إنهاء» سعد الحريري منذ العام 2005 وحتى يومنا هذا: في 7 أيار ومع اسقاط حكومته ومن خلال محطات متتالية لا تُحصى ولا تُعدّ ولم ينجحوا، فما الضير إذا سعى اللواء المتقاعد وحاول أن ينجح حيث فشل الآخرون؟
صدق الزميل الذي أجرى الحوار مع الوزير المستقيل عندما وصفه بأنه ذهب بعيداً في «جرأته»، وأن كلامه «يصدم» السامع والقراء ايضاً، لأن ما أعقب هذا الموقف من ردود فعل، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها اللواء المتقاعد جيداً، أظهر أن السنّة لا ينتظرون حريري جديداً، وإنما أصيبوا بالصدمة والذهول والخيبة من أشرف ريفي الجديد.