IMLebanon

واشنطن وإسرائيل تريدان سوريا من دون أنياب

 

 

لا يفاجئ أحداً أن يعلن الإسرائيلي أنه يُطلع البيت الأبيض، سلفاً، على عملياته في سوريا، وينسق معه في الشقين: التوسع والقصف بالمدفعية والطيران. فعلاً ليس في هذا الاعتراف أي عنصر مفاجئ، والعكس صحيح إذ إن المفاجأة هي أن يتصرف نتنياهو، في هكذا اعتداءات من دون أخذ الضوء الأخضر من واشنطن، ليس فقط في إطار التنسيق المعروف بين الجانبين وحسب، بل كذلك لهدف استراتيجي وهو أن يجد الثوار الذين أطاحوا بشّار الأسد أنفسهم من دون أنياب، وأمام قضية مركزية كبيرة هي الأراضي الجديدة التي وقعت في اليومين الماضيين (على سبيل المثال لا الحصر احتلال جبل الشيخ وبضع مناطق محيطة).

 

ولم يُخفِ الأميركي والإسرائيلي أنه لا يجوز أن يبقى في سوريا سلاح قادر على أن يشكّل أي خطر على الكيان الصهيوني. ويبدو أن مثل هذا السلاح لم يكن ليزعج إسرائيل أيام حكم بشار الأسد؟!. من هنا تقاطعت واشنطن وتل أبيب على القول إن «الواجب» يفرض إلغاء صناعة الصواريخ البالستية عن بكرة أبيها في سوريا. وبادر الإسرائيلي الى التنفيذ قبيل وصول المعارضة الى دمشق. وهذه القضية ستواجه حكومة محمد البشير حتى قبل تشكيلها.

 

وأمّا التوغل داخل الأراضي السورية فهو يشكّل معضلة كبيرة الى جانب احتلال الجولان السوري منذ عقود طويلة. وإذا كانت إسرائيل ترفض أي تفاوض حول الانسحاب من الجولان المحتل الذي تعتبره جزءاً لا يتجزأ منها بموجب قانون صادر عن مجلس الكنيست، فقد تقبل بالتفاوض حول بعض الأراضي التي احتلتها في الأيام الأخيرة من دون أن تبادر الى الانسحاب منها في المستقبل المنظور على الأقل، ما يُفترَض أن يشكّل معضلة كبيرة أمام النظام السوري الجديد، الذي لن يجد أمامه مَن يساعده في الضغط على الإسرائيلي إلّا واشنطن المعروف سلفاً انحيازها الحاسم الى جانب تل أبيب.

 

في سياق موازٍ لن يكون مفاجئاً ولا مستغرَباً ان تحرّض واشنطن «دمشق الجديدة» على «داعش» من جهة وعلى «قسَد» (الأكراد) من جهة أخرى. فالأميركي، ومن خلفه وأمامه الإسرائيلي، ليسا مغرَمَين بسوريا، ولا نقرأ في الغيب إذ نتوقع، منذ اليوم، إشغال النظام السوري الجديد بمشاكل وحروب يُعرف كيف تبدأ ولا يُعرف كيف تسير والى أين تمضي، وهو الذي تواجهه عشرات القضايا الكبرى، ليست قضية عودة ملايين النازحين وإعادة الإعمار إلّا انموذجاً عنها.