Site icon IMLebanon

رقصة التانغو الجديدة  في الشرق الأوسط

أثارت شخصية دونالد ترامب الكثير من الجدل في الداخل الأميركي والخارج، منذ أن كان مرشحا وبعد أن أصبح رئيسا. وحتى التعيينات التي أجراها لادارته الجديدة قبل انتقاله الى البيت الأبيض، أثارت هي الأخرى الكثير من اللغط. غير أن المراقبين الدوليين كانوا يتابعون باهتمام خاص الهوية السياسية والشخصية للرجل الذي سيختاره الرئيس ترامب لتولي مسؤوليات وزارة الخارجية وقيادة الدبلوماسية الأميركية في العالم مع انطلاقة العهد الجديد. وهذا المنصب في النظام الأميركي هو في مرتبة رئيس الوزراء في الأنظمة الأخرى، نظرا لغياب هذا المنصب في أميركا، مع أن تسميته الرسمية لا تعكس أهميته Secretary of State والمعروف شيوعا ب وزير الخارجية.

من أهم التعيينات التي أجراها الرئيس المنتخب ترامب اختياره ريكس تيلرسون وزيرا للخارجية. وهذا التعيين يمثل مفتاحا من مفاتيح توجهات السياسة الأميركية في العهد الجديد. ويجمع تيلرسون في شخصيته علامتين من علامات عهد ترامب. العلامة الأولى اقتصادية لكونه أحد عمالقة النفط في العالم. والثانية، توجه الدبلوماسية الأميركية في ظلّ ترامب نحو التهدئة والحوار وليس نحو الصدام والتصعيد، على اعتبار ان لوزير الخارجية الجديد علاقات طيّبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما هو معروف، وهذا الواقع يعزز الاعتقاد بأن المرحلة المقبلة في العالم وفي المنطقة ستكون للعمل على تسوية النزاعات، واسكات المدافع… ذلك ان الازدهار والحروب نقيضان لا يلتقيان!

قد يكون في هذا العرض تبسيط زائد عن اللزوم. وهذا صحيح، لأن تركيبة الحكم في الولايات المتحدة بالغة التعقيد، وتجتمع تحت سقفها المتناقضات. ومراكز الضغط في أميركا التي تتمتع بامكانات هائلة في التأثير على القرار السياسي، يبقى لها وزنها ودورها في التحكّم بمسار الدبلوماسية الأميركية الجديدة بحيث تقوم بدور المكابح حينا، أو زيادة السرعة حينا آخر، أو تغيير الاتجاه حينا ثالثا! واذا نجح الرئيس الروسي بوتين في إبرام تفاهم تقوم فيه روسيا بقيادة رقصة التانغو مع أميركا في الشرق الأوسط، فذلك قد يوحي بالتفاؤل بحلول للأزمات في سوريا والعراق واليمن… بينما تبقى للملف الاسرائيلي خصوصيته، في أجواء من الغموض المرحلي.