IMLebanon

أسابيع صعبة على لبنان بعد تلاشي دور إدارة بايدن

 

إسرائيل تواصل الضغط بالنار لفرض شروطها

 

 

ما عاد خافياً القول أن الشهرين المقبلين سيكونان حافلين بالتطورات السياسية والعسكرية بما يتصل بالأحداث الجارية في لبنان، بانتظار تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مقاليد السلطة برئاسة الرئيس دونالد ترامب . ولهذا فإن المراقبين يتوقعون تصعيداً في العمليات العدوانية من جانب جيش الاحتلال تجاه لبنان، حيث يحاول العدو ممارسة أقصى الضغوطات الميدانية على لبنان، لدفع “حزب الله” للاستجابة لشروطه

من أجل وقف النار . وعلى هذا الأساس كان القرار السياسي للعدو، بتوسيع العملية العسكرية البرية ضد لبنان . وهذا يعكس مؤشراً واضحاً بزيادة الضغط العسكري ضد “حزب الله” في أعقاب الضربات الموجعة التي وجهها إلى العمق الإسرائيلي، وما خلفته صواريخه النوعية من أضرار جسيمة في العديد من المناطق الإسرائيلية . الأمر الذي دفع القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل إلى اتخاذ قرار التصعيد أكثر ضد “الحزب” .

 

ومع تلاشي دور إدارة الرئيس جو بايدن، وتالياً اتساع الهوة بينها وبين حكومة الاحتلال بشأن لبنان وغزة، وفيما تستمر الجبهة اللبنانية على عصفها المتصاعد، وهذا ما ظهر بتشديد العدو على غاراته ضد الضاحية الجنوبية، إلى جانب العديد من المدن والبلدات الأخرى، قصفاً وتدميراً ، لا تخفي مصادر دبلوماسية مخاوفها من تطورات غير محسوبة قد تشهدها الجبهة اللبنانية في الأسابيع القليلة المقبلة، في ظل عجز أميركي ودولي ، عن ثني إسرائيل عن الاستمرار في عدوانها على لبنان وغزة . وقد بات الآن لدى المجتمع الدولي ، خشية حقيقية من اتساع نطاق الصراع القائم ، وألا تتجاوب حكومة إسرائيل مع إدارة الرئيس جو بايدن، سيما وأن المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين سعى أكثر من مرة للوصول إلى حل للوضع في الجنوب، لكن كل محاولاته بائت بالفشل . لأن قرار رئيس وزراء الاحتلال عدم الاستجابة للمساعي الأميركية الراهنة، ريثما تتسلم إدارة الرئيس ترامب سلطاتها الدستورية .

 

وإزاء تراجع الآمال بإمكانية أن تتمكن واشنطن من إحداث أي خرق في جدار الصراع، فقد بات جلياً من خلال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية على لبنان، أن جيش الاحتلال يريد رسم معادلة عسكرية جديدة لفرضها على “حزب الله”، من أجل إبعاده إلى شمال نهر الليطاني . ولا تستبعد أوساط سياسية، أن تلجأ إسرائيل إلى زيادة وتيرة المفاوضات بالنار على مختلف الجبهات في العمق اللبناني، في رسالة واضحة إلى “حزب الله”، بأن وقف الحرب لن يحصل قبل الحصول على الموافقة الكاملة على شروطها . وهو أمر صعب المنال إلى أقصى درجة، في ظل قرار “حزب الله” باستمرار دك المواقع الإسرائيلية بالصواريخ الدقيقة، باعتبار أن الكلمة الأولى والأخيرة لن تكون إلا للميدان الذي سيفرض شروطه على العدو، ويرغمه على مراجعة حساباته في ما يتصل بسير المعارك . على وقع تصاعد الخشية من انزلاق الأمور نحو الأسوأ . وهو ما بات يتردد أكثر من أي وقت مضى على ألسنة المراقبين، فيما بلغت التهديدات أوجها بين إسرائيل وإيران . وهذا ما عزز المخاوف من أن تكون المواجهة الشاملة بين الطرفين أقرب من أي وقت مضى، مع إخفاق كل المبادرات الدولية في وضع حد للجنون الإسرائيلي الذي يهدد المنطقة بحرب لا يمكن التكهن بنتائجها . وهذا ما يخشاه الجميع .

وفي حين أشادت المصادر بثبات المواقف التي صدرت عن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها المملكة العربية السعودية، لناحية ما تضمنته من لغة حازمة تجاه إسرائيل، ودعوة المجتمع الدولي لعزل دولة الاحتلال، فإن عدم إشارة بيان القمة إلى مسألة إعادة إعمار ما هدمته الهمجية الإسرائيلية، أثار الكثير من المخاوف من عدم قيام الدول العربية وأشقاء لبنان بمساعدته في مواجهة أعباء الحرب الإسرائيلية المستمرة، لناحية إعادة إعمار ما تهدم، على غرار مرحلة ما بعد حرب تموز 2006 . وهذا أمر سيلقي بثقله على كاهل اللبنانيين في المرحلة المقبلة، بسبب الانهيار الاقتصادي الذي يعانيه لبنان، وعدم قدرة اللبنانيين وحدهم على تحمل فاتورة إعمار ما هدمته الوحشية الإسرائيلية في الحرب التي لاتزال مستمرة  .

وإذ ترى أوساط نيابية مستقلة أن التسوية المنتظرة، لا بد وأن يتبعها إيجاد حل للمأزق الرئاسي، لناحية الإسراع في البحث عن مفتاح هذه التسوية بما يتصل بهذا الملف، مشيرة إلى أنه منذ الاستقلال، كان لرئاسة الجمهورية في لبنان مفتاحان، داخلي وخارجي. وتاريخياً، كان المفتاح الخارجي يكبر ويصغر، ارتباطاً بمدى قوة التماسك الداخلي اللبناني . في حين أن مواصفات المرحلة هي التي كانت تضع مواصفات الرئيس . على أن يتولى المجلس النيابي مهمة انتخاب الرئيس بتوجه الأكثرية النيابية ومدى تأثرها بالظروف السياسية . واليوم فإن الواقع لا يختلف عما كان عليه في الماضي، سوى بوجود توازن سلبي في المجلس النيابي. أي أن لا أكثرية يمكنها حسم اسم الرئيس، رغم كل المحاولات التي جرت، وهذا عزز دور المفتاح الخارجي في الانتخابات الرئاسية. على أن تتبلور الصورة بعد انتهاء الحرب .