IMLebanon

الحرب المقبلة مع حزب الله: ثلث الإسرائيليين من دون حماية

أكثر من مليوني اسرائيلي يفتقدون الحماية بالمطلق إذا بدأت الصواريخ بالتساقط على اسرائيل. هذا ما خلصت اليه الحلقة الاخيرة من سلسلة «الحرب المقبلة مع حزب الله»، التي يستعرض موقع «واللا» العبري فيها استعدادات الجبهة الداخلية الاسرائيلية لمواجهة الحرب وتوقعات المؤسسة الامنية حيالها

بدأ معلّق الشؤون العسكرية في موقع «واللا»، امير بوخبوط، تقريره بعرض سؤال كبير: كيف تستعد الجبهة الداخلية لحرب ضد عدو (حزب الله) يعرف كل نقاط ضعفها؟ رداً على هذا السؤال أكّد قائد أركان الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي، العقيد يورام لردو، أن الاسرائيليين سيواجهون حرباً صعبة لأن عدد الصواريخ كبير جداً، و»نحن لا نتحدث عن مجرد عدد، بل عن انواع وأوزان ثقيلة ودقيقة»، مطالباً الاسرائيليين بضرورة الابتعاد عن قياس الحرب المقبلة في مواجهة حزب الله بحروبهم ومعاركهم السابقة ضد قطاع غزة، «اذ ان التهديد الشمالي مغاير: القصف سيكون اكثر دقة واكثر شدة وأكثر قوة».

ولفت الى أن الحزب طوّر قدراته العسكرية على نحو كبير قياساً بما كان عليه عام 2006، اذ «درس الحزب عِبَر الحرب الماضية، وأنشأ منظومة (صاروخية) منتشرة تعرف كيف تطلق صلياتها وكيف تصل الى اي نقطة في اسرائيل، وهو يدرك أنه إذا بدأ بتوجيه ضربة نارية هائلة، فسيكون نجاحه كبيراً».

اذاً، الدمار وتساقط الابنية والمشاهد المرعبة أمر مسلّم به، والعمل الحثيث لدى الجيش الاسرائيلي في الجبهة الداخلية يأتي بعد تحقق هذا الدمار الذي يتوقع ان يكون هائلاً في كثير من الأمكنة. وفي هذا الاطار، يقول لردو: «في ما خص المناطق التي ستدمر، يمكنني القول ان بإمكاني الوصول الى اي نقطة خلال الحرب، لكن عليّ ان اعمل ضمن سلم اولويات، وستعمل قواتي بقدر الاستطاعة على إيجاد فرصة لانقاذ اكبر عدد ممكن يحتاج الى انقاذ».

صلية الصواريخ الاولى ستوجّه إلى الأبنية الشاهقة في تل أبيب ومقر الأركان العامة

يقسّم تقرير «واللا» اسرائيل الى مناطق بناء على مستويات التهديد المرتقبة، وهو نفس التقسيم الذي يعتمده الجيش الاسرائيلي: منطقة ايلات والضفة الغربية وغور الاردن ستكون اقل عرضة للتهديد، تقابلها منطقة الوسط (غوش دان) بما يشمل تل ابيب، وايضاً الشمال وخطوط المواجهة على الحدود مع لبنان التي ستكون اكثر عرضة للتهديد، مع التأكيد ان «حوالي 80 في المئة من الصواريخ ستطلق نحو منطقة تل ابيب وضواحيها، وان ثلث الاسرائيليين موجودون من دون حماية»، وفيما أقرّ مصدر أمني بأن المنظومات الدفاعية ستخصص فقط لحماية القواعد العسكرية من دون المناطق السكنية، لفت الى أن اساس الجهد في المرحلة الاولى من الحرب سيتركز على توجيه ضربة خاطفة لاهداف في لبنان، بما يشمل أماكن انتشار الصواريخ ومخازنها، بهدف تقليص عمليات اطلاقها في اتجاه اسرائيل. مع ذلك، كشف الموقع ان التقديرات بأن حزب الله سيعمد الى توجيه ضربة تشمل نقاط تجمع جنود الاحتياط والوحدات اللوجستية وقواعد سلاح الجو وتصعيب حركة سير القوات المتوجه نحو الشمال، و»التوقعات تشير الى ان الصلية الاولى من صواريخ الحزب ستوجّه الى الابنية الشاهقة في تل ابيب ومقر الاركان العامة للجيش».

وأكد مصدر سياسي، وصفه موقع «واللا» بانه متابع جيد لحزب الله وتطوره منذ نشأته، ان «المسألة تتعلق بتهديد صعب لا يمكن الاستهانة به. اذ لا احد من كل اعدائنا في العالم العربي يعرفنا مثل (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، وهو يدرك ان الجبهة الداخلية هي نقطة ضعف اسرائيل».

وتوجه موقع «واللا» الى وزارة الدفاع بسؤالها عن الاستعدادات للحرب المقبلة مع حزب الله، فجاء الرد عن طروحات وخطط مستقبلية، ومن بينها مناورة تقررت للاشهر المقبلة، تشمل إجلاء عشرات الالاف من السكان من المناطق الاكثر تهديدا الى مناطق ذات تهديد اقل. وبحسب اجابة وزارة الدفاع الاسرائيلية، فان المناورة المقررة تأتي ضمن خطة اوسع اطلق عليها اسم «الفندق»، جرت الموافقة عليها في الحكومة، وستُختبر قريباً.