IMLebanon

ليلة القبض على مرسال  

 

إنّه ليس فيلم «ليلة القبض على فاطمة» بطولة الممثلة المصرية المشهورة فاتن حمامة والبطل الممثل المصري شكري سرحان يشاركه صلاح قابيل، ومن إخراج هنري بركات المخرج العظيم.

 

هنا فيلم جديد ولكن تغيّرت أسماء الأبطال وبقيَت القصة نفسها.

إنّ ما صدر عن قاضي التحقيق نقولا منصور برفضه الدفوع وطلب استحضار الزميل مرسال غانم يشبه تلك القصة.

نعود لنقول إنّ عظمة لبنان وتميّزه عن كل الدول العربية أنّه الوحيد الذي يتمتّع بحرية كاملة ويتمتّع بانتخابات نيابية حرّة وانّه الوحيد الذي يوجد فيه رئيس جمهورية سابق ورئيس مجلس سابق ورئيس حكومة سابق أحياء يرزقون، وأمّا في سائر البلدان العربية فالمسؤولون هم إمّا في القصر أو في القبر.

لا يمكن للبنان أن يعيش إلاّ في جو الحرية التي تعتبر الرئة التي يتنفس بها ومع احترامنا وتمسّكنا وتقديسنا للحرية من حيث المبدأ والتفصيل ولكن علينا أيضاً أن نحترم القانون ونحترم القضاء.

وكنا نتمنى على الزميل مرسال غانم أن يتعامل مع القضاء بطريقة ثانية، وممنوع وليس من مصلحة الصحافة ولا من مصلحة الوطن ألا نلتزم بأحكام القانون، وفي المقابل فإنّ على المسؤولين أيضاً إحترام المواطن واحترام الرأي واحترام الرأي الآخر واحترام الحرية…

الخطأ حصل من الطرفين ونبدأ من زميلنا مرسال الذي كان عليه أن يقطع البرنامج ولا يقبل أن توجّه أي إهانة للرئيسين عون وبري تحت أي حجة ولو فعل ذلك لجنّبنا هذه القضية.

كذلك كان يمكن لدولة نائب رئيس مجلس النواب السابق الاستاذ ايلي الفرزلي أيضاً أن يطلب من مرسال أن يوقف البرنامج وألاّ يسمح لأحد أن يقول أي كلمة بحق رئيسي الجمهورية ومجلس النواب… وهنا لا أحمّل المسؤولية لدولته ولكن أظن أنه كان باستطاعته أن يسكت الضيف الذي خرج عن اللباقة والقانون والأعراف وألا يسمح له بمتابعة حديثه.

أمّا وقد وصلت الأمور الى مكان ما كان يجب أن تصل إليه فلا نزال نرى أن تعالج هذه القضية بالمنطق والعقل واحترام المرجعيات السياسية الكبرى، ولا نظن أنّ هناك استحالة حل هذا الموضوع لو وجد بعض العقلاء لكي يتصرفوا بحكمة فنصون كرامة رئيس البلاد لأنّ كرامته من كرامة كل مواطن، وأن نبتعد عن المس بالحريات التي نعود لنقول إنّها ميزة لبنان الأولى في العالم العربي وأنّ هذه الميزة جعلت لبنان أكثر دولة حضارية متطوّرة في العالم العربي من دون أن ننسى أنّ لشركاء الوطن الاخوة المواطنين المسيحيين وللإرساليات الدور الكبير في رفع مستوى التعليم والتقدّم والحضارة في هذا الوطن الصغير في مساحته والكبير في إمكانياته الفكرية والثقافية والعلمية.