تستبعد مصادر ديبلوماسية، أن يؤثر التصنيف الأميركي المتجدد لـ»حزب الله» بأنه إرهابي، على أدائه في لبنان أو سوريا أو على الأداء الايراني في المنطقة. ولن تتراجع أية سياسات موضوعة من ايران والحزب نتيجة لذلك.
موقف مجلس الشيوخ الأميركي ليس جديداً. إنما حالياً هناك تضييق اضافي على الحزب لناحية المال والعقوبات حوله، لكن الحزب الموضوع على لوائح الارهاب الأميركية المتصلة بلبنان، عاد وأدرج على اللوائح الأميركية للارهاب، ذات الصلة بسوريا، نظراً الى مشاركته في القتال في سوريا.
وتفيد المصادر، انه لم يكن للاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران تأثير إيجابي لناحية التصنيف الأميركي للحزب، إذ ان الملفين منفصلان، كما أن إيران من جهتها لم تقم بأي تعامل إيجابي مع قضايا المنطقة منذ توقيع الاتفاق حتى الآن. ولم تلتزم بالتالي بأية تسهيلات في الملفات الاقليمية لا سيما في سوريا ولبنان.
والآن سيتم التضييق على إيران والحزب نظراً الى أن إيران ستحصل على أموالها المجمدة في الخارج بمليارات الدولارات فور بدء تنفيذ الاتفاق النووي، أي بداية السنة الجديدة بعد أقل من شهر. ولا يريد الغرب أن يؤدي الاتفاق الى تزايد نفوذ إيران في المنطقة مع الحصول على أموالها.
التضييق المالي على الحزب من خلال إقرار العقوبات الأخيرة، كان مشروعاً مطروحاً منذ زمن. وكان هناك تخوف من أن يؤثر الأمر على المصارف اللبنانية إلا أن العقوبات أعدت وصيغت بطريقة لن تؤثر على المصارف.
إعادة إطلاق صفة الإرهاب على «حزب الله» لن يكون لها تأثير إنما هي رسالة سياسية أكثر منها حالة تنفيذية.
الأوروبيون يعتبرون الجناح العسكري للحزب إرهابياً، إنما هم على حوار مع الجناح السياسي. كانت هناك خلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول إدراج الحزب على لائحة الإرهاب وفرنسا كانت تمنع إدراجه، لكن عندما شارك في القتال في سوريا رفعت فرنسا هذا «الفيتو» وتمّ إدراج الجناح العسكري على هذه اللائحة، وبالتالي كان هذا الإدراج نتيجة مباشرة للتدخل في سوريا. لكن ذلك كله له تأثير معنوي وسياسي وليس تأثيراً ملموساً.
إن توصيف «حزب الله» أميركياً، لم يؤثر على العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة، ولبنان استطلع الموضوع، ويرى انه يجب توضيح المسألة وايجاد حل لها على المدى الطويل، لا سيما وان واشنطن صديقة للبنان، وثمة حاجة للتواصل معها.
الحزب وُصف بالإرهابي بالنسبة الى الأميركيين فقط، وليس هناك أي قرار من مجلس الأمن يتحدث عن هذا الموضوع.
في لقاء فيينا الأخير حول سوريا تم البحث بوضع لائحة للمنظمات الارهابية، وأخرى بالمعارضة السورية. وتم الدخول في نقاش واسع حول من هي التنظيمات الارهابية ومن هي غير ذلك وجرى اتفاق حول أنّ «داعش» و»النصرة» هما إرهابيان. وحاولت إيران أن تضيف إلى الاسمين «جيش الفتح» و»أحرار الشام». فاعترضت كل من تركيا والخليج وقطر، وابلغت المجتمعين أنه إذا أرادت إيران زيادة هذين التنظيمين، فإنه عندها يجب زيادة اسم «حزب الله» إلى لائحة الإرهاب. فتراجع النقاش ليخلص إلى وضع فقط اسمي «داعش» و»النصرة» على اللائحة. وتبين ان أي طرف يريد زيادة اسم ما، ستتم الزيادة في المقابل لأسماء أخرى، فلا روسيا وإيران ستقبلان بزيادة اسم «حزب الله» على لائحة الإرهاب السورية، ولا الخليج وتركيا يقبلان بزيادة اسمَي «جيش الفتح» و»أحرار الشام» إليها.
وتؤكد المصادر، ان إزالة «حزب الله» عن لائحة الإرهاب الأميركية لن تأتي، إلا وفق تسوية كبرى في المنطقة، وإجراءات ترافقها مثل نزع سلاحه، وانسحابه من سوريا، وتحوله إلى حزب سياسي وكل ذلك بعد تفاهم مع إيران.
الدول الكبرى تريد من إيران في اطار التسوية مع المجتمع الدولي، أن لا تستمر في إضعاف مؤسسات الدولة حيث لديها نفوذ في دول المنطقة، وان لا يكون نفوذها عبر إضعاف هذه المؤسسات، وخلق ميليشيات موازية للدولة، وهذا ما هو حاصل في لبنان والعراق واليمن وسوريا حيث هناك ميليشيات شيعية موازية للدولة، وهي تقوم بذلك لإضعاف الدولة وهي عبر نفوذها على تلك الميليشيات تقوم باتخاذ القرارات معها، وهي ليست مضطرة إلى التعامل مع رئيس الدولة الشرعي في أي بلد من تلك البلدان في المنطقة، بل تتعامل مع تلك الميليشيات.