ماذا يعد لواء الانصار وما هي ضرورات لواء بعلبك في حال لم تكن ضرورة لحرب شيعية يعد لها حزب الله في البقاع الشمالي، لاسيما عندما يقال ان الحزب اصبح في حاجة ماسة الى دعم من الانصار ومن لواء بعلبك بعد الذي تكبده من خسائر جراء اقحام مقاتليه في الحرب السورية ما حتم ويحتم عليه وعلى مؤيديه المسارعة الى نجدته، خصوصا ان الدعم من خارج الشيعة لم يأت مفعوله.
الذين من رأى انشاء لواء بعلبك تعني لهم الخطوة افادة العشائر من مردود مالي لم يعد متوفرا بالوسائل التقليدية وطالما ان الاموال متوفرة فليس من مجال لتركها محصورة بعدد محدود من المقاتلين، لان الحاجة ماسة الى مقاتلي العشائر الذين لم يجربهم الحزب الا في مجال التهليل والتصفيق ومن الواجب الافادة من قدراتهم القتالية لانهم مجربون ومن الضرورة الحصول منهم على ما يترجم ما هم عليه من قدرات!
والذين لم يختبرهم حزب الله في الميدان العسكري، اصبح من الواجب ان يعرفهم على حقيقتهم القتالية ويختبر قدراتهم على الارض، حيث لا بد وان يكون قتال ابعد من منطقة بعلبك بحسب ما تشير الدلائل السياسية وهي كثيرة، حيث يقال ان جبهة الجنوب قد تأمنت عسكريا وليس من مانع لان تتأمن مناطق اخرى وتحديدا في منطقة البقاع حيث يقال ان المعركة لا بد اتية مع الجيش اللبناني، لاسمح الله، لان الظروف ليست لمصلحة الحزب في الوقت الحالي بحسب اجماع المراقبين ممن يجدون ان الحزب غير مؤهل لان يخوض معركة اثبات وجود عندما يكون العدو امامه والجيش من ورائه؟!
اين المشكلة، بل ما هي المشكلة في حال اضطر الحزب لان يخوض معركة مواجهة مع الجيش ومع تجمع النصرة، طالما ان تنظيم داعش يقف على الحياد كما دلت الوقائع والمعطيات فضلا عما يقال ان الجيش العربي السوري لن يقف على الحياد في حال كانت حرب بين الحزب وبين الجيش لان متطلبات المعركة تفرض دعما لوجستيا من الجانبين لمجرد ان الجيش لن يوفر اي عدو يقف في مواجهته مهما كان واين كان، كي لا يضرب من بيت ابيه وكي لا يقال عنه انه غير مؤهل الان يضرب كل ما من شأنه الوقوف في وجهه!
هل بوسع حزب الله الرهان على خوض معركة اثبات وجود مع الجيش ومن ذا الذي سيؤيده فيما عندما تحين ساعتها، وهل من رهان حزبي على دور سوري – ايراني من وراء الحدود كي لا تتطور الامور الى حرب اهلية، او كي يصل لبنان الى حرب اهلية، بحسب ما تجمع عليه معلومات المراقبين السياسيين، اضف الى ذلك ان مثل هكذا تصور يبدو مستبعدا، الا في حال كان نظام بشار الاسد على مشارق الاختناق السياسي والعسكري، مع ما يعنيه ذلك من مخاوف نشوب حرب اوسع واشمل تدخل فيها اسرائيل دفاعا عن مصالحها البعيدة المدى؟!
ان الرهان السوري- الحزبي قد لا يكون مستبعدا الا في حال تجنب الحزب الخوض في انشاء لواء بعلبك مكتفيا بالاتكال موقتا على الانصار، ممن يتطلع الى قبض رواتب كما هو حاصل مع المقاتلين العاديين، خصوصا ان الخزانة الايرانية على استعداد لان تغطي التكاليف كما درجت العادة، حيث تقدر الرواتب الشهرية للمقاتل العادي بحوالى الف وخمسماية دولار شهريا وهو مبلغ زهيد بالنسبة الى ما يحتاجه الحزب من مقاتلين في بداية حملهم البندقية!
وما يثير التساؤل في هذا الصدد، انه بمجرد انشاء لواء بعلبك سيكون هناك اتجاه على الارض لعملية عسكرية في مواجهة النصرة، حيث لا بد وان تشتعل الحرب في جرود بعلبك الشرقية وهذا مرتقب بعدما تبين ان العمليات التي اعلن عنها الحزب في جرود عرسال لم تثبت جدواها العسكري، على رغم ما تلقاه الحزب من دعم من وراء الحدود، اي من الجانب السوري الذي قصف طيرانه المنطقة التي تنتشر فيها قوى النصرة والمعارضة في آن؟!
ومن الان الى حين بلورة الوضع في مناطق انتشار الجيش اللبناني عندها يصبح بالامكان اعطاء وجهة نظر بالنسبة الى ما اذا كان حزب الله بحاجة الى لواء بعلبك، فيما ترى مصادر معينة ان الاتكال على اللواء سيكون مرحلة لتغطية الحاجات المادية لعدد من المقاتلين واعتبارهم من ضمن مكملات لواء الانصار الذي يتقاضى المنتمون اليه رواتب تجاوز المعاش الوسطي لاي موظف لبناني!
وتجدر الاشارة الى ان الحزب لن يجد حرجا في القول انه سيضم بين صفوفه عناصر من لواء بعلبك، اقله كي يؤكد ان جميع الشيعة معه في حربه المتعددة الجوانب؟!