IMLebanon

هاجس «الزعامة المسيحية الحزبية» يوتر الاجواء بين القوات والكتائب

 

يمكن القول ان النائب سامي الجميل يكاد يكون السياسي الوحيد تقريباً الذي يحمل ملفاته ويعلي الصوت اعتراضاً على أداء السلطة السياسة ، لكن تصعيد الجميل لا ينحصر فقط بملفات الكهرباء التي يتخذها شغله الشاغل هذه الأيام ولا النفايات ولا الهويات البيومترية التي لزمت بالتراضي مما أثار حفيظته ايضاً، فبين الكتائب والقوات ألأمور ليست على ما يرام ايضاً وقد وصل التصعيد بين الكتائب والقوات الى ذروته واندلعت الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي  قبل فترة، بسبب قداس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب وبعده بسبب عدم دعوة رئيس حزب الكتائب الى القداس فيما كسر النائب نديم الجميل الحظر وشارك في القداس، هي ليست المرة الاولى ولن تكون الأخيرة التي تشهد علاقة الكتائب والقوات تدهوراً كبيراً فتندلع الحرب الكلامية والبيانات والمواقف على وسائل التواصل الاجتماعي ويتم خلط ومزج الماضي بالحاضر وتفتح دفاتر الحسابات على مصراعيها.

فالخلاف او الاختلاف عمره سنوات  بين الحزبين الحليفين في فريق 14 آذار سابقاً  واللذين افترقا بعد التسوية السياسية التي غيرت كثيراً في معالم العلاقة  المضبوطة بينهما. فما حصل وفق اوساط المراقبين هو نتيجة متغيرات على الساحة السياسية قلبت المقاييس وغيرت في التحالفات والمواقع، وواقع الحال ان الافتراق في الخيارات بات واضحاً مهما حاولت الصيفي وقيادة معراب  ضبط الخلاف الذي كبر بعد مصالحة معراب التي اعتبرت استهدافاً واستبعاداً لحزب «الله والوطن والعائلة».. وصل الأمر في زمن الخلافات قبل فترة الى تحميل المسؤول الاعلامي في معراب ذات مرة حزب الكتائب  «الملف الأسود» للحرب اللبنانية، ونبش الذاكرة المؤلمة للحرب اللبنانية، من مجزرة اهدن الى مجازر صبرا وشاتيلا وصولاً الى المواقف «الهوائية» لرئيس الكتائب في الملفات الحكومية.

بنظر كتائبين، فالجماعة اي «القوات»، «سكروا بزبيبة» لم يصدقوا انهم باتوا شركاء في الحكم بعد التسوية الرئاسية، هم يعتقدون ان ابواب بعبدا و«جنتها» فتحت لهم لكن الغوص في حقائق وتفاصيل العلاقة يظهر حجم النفور و«اللا تفاهم « بين ثنائي باسيل وجعجع، وباعتقاد كتائبين ان القوات اليوم تحسب نفسها الشريك ألأول وبان « الصبح لا يطلع اذا لم يستأذن معراب، هذه الثقة استمدوها بعد ان صدقوا بان الرئيس ميشال عون لم يصل الى بعبدا لولا موافقة ورضى الحكيم، فيما مشاكل التيار الوطني الحر والقوات لا تحصى من الخلاف الكهربائي في مجلس الوزراء الى العلاقة غير المستقرة بين وزير الخارجية ورئيس القوات وما «عرض القوى» الذي مارسه باسيل في بشري وجونية بالتزامن مع قداس شهداء القوات في معراب إلا التحدي الفاضح والحرب على المكشوف بينهما.

معركة الكتائب ليست معنا يقول القواتيين بل كنا «فشة خلق لسوء ادارة الملفات في الآونة الاخيرة  ، فقيادة الصيفي قررت خوض خيار المعارضة فسحبت  السجادة الحكومية من تحتها، والكتائب اذ اتجهت مجدداً الى المعارضة الا انها قررت معارضة القوات اللبنانية بدل ان تعارض الحكومة والسلطة السياسية وهنا وقع الاشكال ويرى اصدقاء القوات ان على الصيفي ربما ان تعود الى حكمة الحرس القديم خصوصاً ان الرئيس أمين الجميل لا يزال يمتلك السحر الكتائبي في مواجهة الشبيبة.

الأزمة بين الكتائب والقوات تتمحور حول المسائل التالية، الخلاف على الزعامة الحزبية المسيحية أولاً ومن هو وريث شارع المقاومة المسيحية وعليه كان الخلاف حول قداس الشهداء، والقوات تعتبر انها صاحبة الفضل وحدها في جلوس ميشال عون على كرسي بعبدا وترفض ان يشاركها به احد وتعمد دائماً على الاستثمار في هذا المجال، والقوات التي تشارك وان كانت تعارض وزراء التيار الوطني الحر الا ان وزرائها اثبتوا حضوراً في مجلس الوزراء الذي غاب عنه الحضور الكتائبي.

هل انتهت الأزمة وانتهت مفاعيل التصاريح العنيفة التي لم تشهد لها مثيلاً العلاقات بين الصيفي ومعراب، المطلعون على الاجواء يؤكدون ان  قراراً مركزياً صدر من معراب بلملمة الوضع ووقف الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي وبان غيمة الصيف على وشك ان تمر، والاتصالات الحثيثة نجحت في لجم التفلت من هنا وهناك، ولا احد يعلم كيف ستنتهي المصالحة والتهدئة،  فسابقاً تردد ان معراب بصدد ارسال موفد الى الصيفي ورئيس القوات عرض في زيارته الى زحلة مع النائب ايلي ماروني عودة التواصل. هذا لا يعني اذا حصل ان التفاهم الانتخابي سيتبع التهدئة،  فالكتائب في ضوء تفاهم معراب مهددة بفقدان كل مقاعدها في بعبدا والمتن والشمال وعاليه وربما زحلة، وحزب الكتائب يشدد على هامش مراوحة او مساحة من تفاهم معراب بحيث لا تلغيه ورقة التفاهم او تزيحه عن الساحة المسيحية، فالتسريبات والتوقعات الانتخابية بان التفاهم الانتخابي بين القوات والتيار الوطني الحر اذا حصل  سيقضي على الكتائب بحيث يصعب على الكتائب تحقيق اختراقات.