Site icon IMLebanon

الصحافي البيروتي العتيق رمز من رموز الصحافة خسرناه  

رحم الله الأخ والصديق والزميل الاستاذ عبد الغني سلام صاحب ورئيس تحرير جريدة «اللواء».

كان رحمه الله متمسّكاً بلبنانيته وعروبته ولكنه كان يعتز خصوصاً بأنّه ابن بيروت.

كان بيروتياً عتيقاً عنده جميع مزايا وصفات أهل بيروت القديمة وكان دائم الإفتخار ببيروتيته.

وهكذا غيّب الموت الأخ والصديق والاستاذ الأنيق في كتاباته وتصرفاته ومظهره ولباسه وفي تعامله الاستاذ عبد الغني سلام.

تعرفت الى الاستاذ عبد الغني في أوائل السبعينات، وكانت مصادفة جميلة أنّ اللقاء كان في المطبعة حيث كنت أملك الآلات لصف الأحرف في ذلك الوقت، وكان الاستاذ يرغب بأن نصف له الأحرف في المرحلة الأولى حيث ينتقل من بعدها الى المرحلة الثانية أي الى الطباعة.

الاستاذ عبد الغني كان نقابياً من الدرجة الأولى حيث شغل منصب أمين سر النقابة لفترة، انتقل بعدها الى منصب نقيب بالوكالة بسبب وفاة المرحوم النقيب فريد أبي شهلا.

اشترى عام 1962 جريدة «اللواء» واستطاع بجهده ودأبه على العمل أن يصل بجريدته الى الصف الأول بين الصحف اللبنانية، عاصر الكبار الكبار من الصحافيين ابتداءً من المرحوم الاستاذ غسان تويني الى المرحوم سعيد فريحة الى المرحوم كامل مروّة الى المرحوم النقيب عفيف الطيبي الى المرحوم النقيب رياض طه الى المرحوم سليم اللوزي، الى المرحوم النقيب محمد البعلبكي… أي عايش وعاصر الكبار الكبار من الصحافيين وكان واحداً منهم.

الاستاذ عبد الغني ينتمي الى عائلة صحافية إذ أن صهره رحمه الله الزميل محمد بديع سربيه صاحب مجلتي «كل شيء» و»الموعد»، وصهره الثاني الأخ والزميل العزيز أمد الله في عمره هو الاستاذ صلاح سلام الذي حمل لواء المرحوم عبد الغني منذ سنين وكان وفياً وصادقاً.

الموت حق، ولكنه نعمة من الله ورحمة، وكل نفس ذائقة الموت وهذه حال الدنيا، ولكننا سنفتقده ونشعر بأننا خسرنا أخاً وزميلاً وصديقاً ونقيباً.

بهذه المناسبة نطلب من الله أن يسامحه ويغفر له وأن يدخله فسيح جناته.

عوني الكعكي